الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبرز والتغوط اللاإرادي عند الطفل، ما علاجه؟

السؤال

ابني عمره 5 سنوات، وحتى الآن يتبول وهو نائم يومياً وبصفة مستمرة صيفاً وشتاء، حتى ولو نام أثناء النهار، كما أنه أحياناً قد يتبرز أيضاً وهو نائم، هو طفل متحرك جداً، ويبذل مجهوداً كبيراً في اللعب، وأحياناً كثيرة جداً يتبول أثناء اللعب.

علماً بأن ترتيبه الثاني بين إخوته، له أخت تكبره بعامين، وأخت تصغره بثلاثة أعوام، ولا يوجد أي تفريق في المعاملة بينهما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة للتبول اللاإرادي فهنالك نوعان: النوع الأولي والنوع الثانوي.

النوع الأولي: بمعنى أن الطفل لم يتحكم في مخارجه مطلقاً منذ الولادة.

أما النوع الثاني: فهو أن الطفل يكون تحكم في مخارجه ولا يتبول على الفراش ولكن بعد فترة من الزمن حدث له نوع من الرجوع وأصبح يتبول.

النوع الأول: وهو الذي يعاني منه هذا الابن لا بد من أن يتم فحص الطفل عضوياً، لابد أن نتأكد هل لديه علة في المسالك البولية أو علة في الأعصاب المسئولة عن التحكم في المثانة، هذا بالطبع يعني أن يعرض الطفل على أخصائي الأطفال وهذا ليس بالصعب، وذلك بالقيام ببعض الفحوصات البسيطة للتأكد من أنه لا توجد علة عضوية.

وهذا الابن -حفظه الله- يعاني من التبرز اللاإرادي أيضاً، أمر لابد من الاهتمام به، وهي تعرف بأنها حالة نفسية في كثير من الأحيان، وهو دليل على عدم استقرار الطفل من الناحية الوجدانية والعاطفية، نشاهد التبرز اللاإرادي لدى الطفل الذي يكون عرضة للغيرة أو أن الطفل غيور جداً أو أن هنالك متغيراً كبيراً في حياة الأسرة، كالانتقال من منزل إلى منزل أو يكون قد أتى مولود جديد للأسرة، وهذا يجعل الطفل أكثر غيرة أو مع بداية المدرسة.

وهذه هي الأسباب، وهذه الطفل كثير الحركة، وكثرة الحركة بالطبع قد تؤثر على الطفل بأنه لا يعطي نفس الفرصة الكاملة للجلوس في المرحاض من أجل إفراغ مثانته بصورة صحيحة وكاملة.

إذن -أختي الكريمة- الذي أرجوه هو أن يتم فحص هذا الطفل أولاً حتى نتأكد أنه لا يوجد أي علة عضوية.

ثانياً: من الناحية النفسية أرجو أن يدرب هذا الطفل على الجلوس في المرحاض لفترة كاملة، وفترة صحيحة يتم ذلك بأن نوجهه للذهاب للحمام كل ثلاث ساعات، ونعلمه أن يجلس لفترة أطول حتى يفرغ المثانة تماماً، ولابد أن تلجئي إلى الأسلوب التحفيزي والأسلوب التشجيعي، وتقديم الهدية البسيطة، وتقبيله واحتضانه وهكذا، وهذه مهمة جداً لتشجيع الطفل لأن يجلس في المرحاض ويفرغ المثانة بصورة صحيحة.

بالنسبة للتبرز اللاإرادي تكون البدايات أن الطفل قد حدث له نوع من الإمساك، والإمساك في هذه الحالة مرتبط بالخوف أو القلق، وهذا الإمساك يؤدي إلى توسع في المستقيم، ويؤدي إلى توسع في الجزء السفلي من المستقيم، وهذا بالطبع يجعل مخزون البراز أكثر مما يجب، وهذا يؤدي إلى تسرب البراز؛ مما يؤدي إلى التبرز اللاإرادي.

أختي الكريمة، هذه الحالة تعالج أيضاً بطمأنة الطفل، وبمحاولة إرشاده بأن يجلس في الحمام لفترة معقولة، ويرى بعض الأطباء أن تستعمل بعض المسهلات الخفيفة لمدة يومين أو ثلاثة وذلك حتى يتم ذلك بصورة كاملة من البراز، وهذه واحدة من الوسائل، ولكن لا أنصح باستعمال المسهلات إلا بعد مقابلة الطبيب في هذا العمر، عموماً هذه هي الوسائل المتاحة للعلاج، وهي التحفيز والتشجيع وعدم الانتقاد، وتدريب الطفل على كيفية تفريغ مثانته ليلاً، ويجب أن نجعل الطفل يتجنب قدر المستطاع تناول المشروبات المدرة للبول مثل الحليب والبيبسي، وهذه معروفة تماماً إنها تدر البول بكميات كبيرة.

هنالك بعض الأدوية التي تستعمل لعلاج مثل هذه الحالات، ولكن لا أفضل استعمالها مطلقاً قبل عمر سبع سنوات، هنالك عقار يعرف باسم تفرانيل يعطى في حالات التبول اللاإرادي، وهنالك أيضاً أحد الهرمونات يعطى عن طريق الأنف، ولكن حقيقة لا أشجع استعمالها قبل سبع سنوات، وهنالك طريقة سلوكية تعرف بطريقة الجرس، وهو أن يربط نوعا من الجرس الكهربائي إلى فراش الطفل، وحين ينزل البول يتصل بالدائرة الكهربائية، وهنا يظهر صوت الجرس بشدة، ويكون مزعجا جداً للطفل؛ مما يؤدي إلى إيقاظ الطفل وتوصيل الدائرة الكهربائية عن طريق البول أو أي سائل، وهذه الطريقة متبعة ولكنها مزعجة للأسرة، ويرى الكثيرون أنه مجرد العلاج السلوكي الذي يقوم على التشجيع ربما يكون كافياً في مثل هذه الحالات.

وبالطبع أنا سعيد أن أسمع أن الطفل لا يُفرّق بينه وبين أخته الصغرى في المعاملة؛ لأن هذا أمر ضروري جداً؛ لأن المعاملة الخاصة للطفل لا تساعد كثيراً في علاج مثل هذه الحالات.

أرجو أيضاً بصفة عامة تشجيع الطفل اللعب مع الآخرين، وأن يعطى الفرصة والحرية لتكوين شخصيتها، وذلك عن طريق الاختلاط بالأطفال الآخرين، وأيضاً الاستفادة من الألعاب التعليمية من أجل تحسين المقدرات وبناء الشخصية؛ لأن ذلك أيضاً يساعد بصورة غير مباشرة في توقف التبول والتبرز اللاإرادي.

أسأل الله تعالى له الشفاء وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية سوسن

    الله يشفيه ويشفي كل مريض

  • مصر محمود

    ربنا يشفيه

  • اليمن ابراهيم المسوري

    اشكركم كثير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً