الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب لاكتساب حب الآخرين ممن يعيشون حولنا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف أكسب حب من حولي؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك القبول وأن يجعلك من المقبولين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن الإنسان إذا شعر بحب من حوله له، وتقديرهم لمشاعره واحترامهم لشخصيته فإنه سيكون من السعداء قطعاً؛ لأن الحياة بغير هذه الصفات جحيم لا يطاق، ولذلك لم يغفل الإسلام هذا الجانب؛ لأنه دين العقل والمنطق والواقعية، والحق -جل جلاله- الذي خلق الإنسان، ويعلم ما توسوس به نفسه خلقه من روح وطين، وجعل لكل عنصر من العنصرين غذاءه الخاص الذي يناسبه، فالروح غذاؤها الدين والقيم والأحاسيس والمشاعر، ولذلك جعل حبه جل جلاله من أعظم ما يكرم به الإنسان في هذه الحياة وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكثر من دعاء الحب بقوله: (يا محمد قل: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يبلغني حبك)، وكان داود عليه السلام يقول: (اللهم اجعلني من أحبابك)، وقد وصف الله أولياءه بأنه: ((يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ))[المائدة:54]، وقال كذلك: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ))[البقرة:165]، بل وجعل المتحابين فيه ممن يظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على أهمية الحب بالنسبة للإنسان.
وقد جعل الله تعالى للحب بين الناس والقبول لديهم عوامل وأسباباً: منها ما هو فطري لا دخل للإنسان فيه، ومنها ما هو مكتسب بمقدور الإنسان أن يتحصل عليه إذا أخذ بهذه الأسباب، فقد قال لسيدنا موسى عليه السلام: ((وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي))[طه:39]، فكان كل من رأى موسى عليه السلام أحبه دون أن يعرفه، وهذه منه -جل جلاله- تفضلاً لبعض عباده، إلا أنها لا تكون إلا لأصحاب الإيمان الراسخ، والاستقامة التامة.
وأما الأسباب التي بمقدور الإنسان أن يفعلها ليحبه من حوله فهي كثيرة أذكر منها ما يلي:
1- الطاعة بصفة عامة.
2- دعاء الوالدين ورضاهما عن الشخص.
3- أن تحبي للناس ما تحبينه لنفسك، وتكرهين لهم ما تكرهينه لنفسك.
4- حسن الظن بالمسلمين، وحمل أعمالهم وتصرفاتهم على المحمل المحسن.
5- أن تبدئي دائماً بالسلام والتحية كلما قابلت أحداً، ولو ألف مرة في اليوم.
6- الابتسامة والبشاشة التي لا تفارق وجهك، لكل من يقابلك من أهلك وأخواتك المسلمات، وكل من تتعاملين معهم.
7- كوني مستمعة جيدة لكل من يتحدث إليك، وأنصتي إليه بكل جوارحك، ولا تنشغلي عنه أثناء حديثه، ولا تقاطيعه مهما كان مستوى كلامه، وركزي نظرك عليه أثناء حديثه، وأشعريه بالاهتمام بكلامه والتجاوب معه، ولا تنشغلي عنه بأي شيء من رد على مكالمة أو النظر بعيداً عنه، وإنما اسمعي له بكل تقدير واحترام وانتباه.
8- شاركي من حولك مناسباتهم السارة، وغيرها وابدئي دائماً بالسؤال والمشاركة الوجدانية والعملية ولا تنعزلي عن الناس، ولا تضحكي مثلاً إذا كان الموقف محزناً وإنما تجاوبي مع كل حدث بما يناسبه من المشاعر.

9- إذا كان هناك من يتحدث إليك فلا تستأذني بالانصراف أثناء حديثه، وإنما انتظري حتى ينهي حديثه ثم استأذني.

10- إذا قمت بزيارة أحد فلا تطيلي الجلوس عندهم، ولا تكثري النظر حولك ولا تتدخلي فيما لا يعنيك، ولا تأكلي بنهمٍ أو تتكلمي والطعام في فمك، ولا تذمي طعامهم مهما كان مستواه، ولا تكثري من الكلام عن غيرهم في حضرتهم.
11- عليك بالدعاء أن يرزقك الله القبول من جميع عباده وكل من تتعاملين معه.
12- قدري مشاعر الناس إلى أبعد حد وإياك وجرح مشاعر الآخرين مهما كان خطؤهم.
13- إياك والاستكبار والغرور والتعالي عن أي شخص ممن يتعاملون معك مهما كان مستواهم، حتى ولو كانوا خدماً أو عمالاً أو فقراء ومساكين.
فهذه بعض العوامل التي أرى أنها هامة ومفيدة بإذن الله تعالى، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً