الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسبب مضاد الغثيان بالانشداد العضلي والتنميل

السؤال

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ونبيه محمد خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وجزاكم الله خيراً على هذه الشبكة التي تنفع الناس بخيري الدنيا والآخرة بإذن الله.

أنا شاب أبلغ من العمر (22) سنة، تعرضت منذ شهر لحالة غريبة: حيث أنني بعد استهلاكي لحبيبات بران بيران 10 ملغ المضادة للقيء والغثيان، بدأت أحس بأصناف من الآلام والوخز في كامل أنحاء الجسم، ثم تراجعت هذه الآلام قليلاً، وتولدت عندي في المقابل الدوخة التي تكاد تبلغ بي درجة الإغماء، بالإضافة للتنميل الذي أحس به خاصة في الرأس والضغط الذي يأتي على جانبيه، وفي أسفله إلى الخلف من جهة الرقبة، وأحياناً من جانب واحد وترافقه أحياناً رفة أو تنميل على مستوى الفم والشفتين.

ثم ظهر عندي "شبه شد عضلي بالساقين" (أحس كأن هنالك شدا عضليا في طور التكوين)؛ مما أصبح مصدر ألم عند الحركة والسير في أغلب فترات اليوم، قمت بزيارة 4 أطباء، منهم اختصاصيين في الأعصاب، وطبيبين عامين، جميعهم أكدوا لي أن حالتي العضوية طيبة جداً، وأن المشكلة ناتجة عن القلق والتوتر، وقد قمت بإجراء تخطيط كهربائي للمخ منذ بداية الحالة، وتحليل للدم، وكانت النتائج طيبة، باستثناء ارتفاع جد طفيف في نسبة السكر في الدم.

أعتذر عن الإطالة، ولكن الغرض من هذا الوصف هو الاستفسار عن بعض الأمور:

- هل ما أعاني منه هو أعراض لمرض تصلب الشرايين المتعدد؟ وهل هناك احتمال لحدوث جلطة دماغية؟ وأي تحاليل أو اختبارات تنصحونني بها لأجري قصد التشخيص والتأكد للإشارة، بعض هذه الأعراض يغيب لمدة يوم أو يومين، باستثناء آلام الساقين، وألم الساقين ذاته يختفي بشكل شبه كلي عند النوم في 70 بالمائة من أيام الأسبوع.

أرجو منكم أن تفيدوني بشرح واف منكم، فقد ألفت من خلال اطلاعي على الموقع حرصكم على نفع السائلين في شتى المجالات.

جزاكم الله خيراً سلفا ونفع بكم الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والحمد لله رب العالمين.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم، يعرف أن البران بيران قد يؤدي إلى نوع من الانشداد العضلي والتنميل، هذا يحدث، وقد شاهدت الكثير من الحالات، خاصة أنك قد تناولت حبتين، والحبتين تعتبر جرعة زائدة نسبياً، ولكن الذي أود أن أؤكده -إن شاء الله- أن هذا الأثر الذي حدث من الدواء سوف يزول؛ لأنه مرتبط بالدواء نفسه، ولا أعتقد أن هنالك أي خلل في الجهاز العصبي لديك .
ربما يكون لديك نوع من القلق والتوتر، ولكن هذا القلق والتوتر كانت بدايته عضوية، أي الانشداد الذي حدث لك من تناولك البران بيران هو الذي أدى إلى نوع من الاستشعار الداخلي، وبعد أن اختفى أثر الـ بران بيران ظلت تنتابتك الدوخة وهذه الانشدادات العضلية من وقتٍ لآخر، وهنا بالطبع تحولت الحالة إلى حالة نفسية كاملة، هذا فيما أراه، وأخي أرجو أن تقتنع بهذا التفسير، وأنا إن شاء الله سوف أصف لك بعض الإرشادات وبعض العلاجات التي سوف تفيدك .
أولاً: أخي أنا أؤكد لك تأكيداً قاطعاً أن هذه الحالة لا علاقة لها بتصلب الشرايين أبداً، نسأل الله لك العافية، وأنت بعيد عن ذلك تماماً، وتصلب الشرايين لا يحدث في هذا العمر، كما أن الأعراض التي ذكرتها لا تفسر ذلك، وأسأل الله تعالى أن يحفظك وأن تكون في صحة جيدة، وأرجو أن لا تفكر في أمر الجلطة الدماغية، هذا أخي مستبعد تماماً، وعلى الإنسان أن يسأل الله تعالى أن يحميه من سيء الأسقام .
لا مانع أخي الكريم أن تقوم بإجراء فحوصات دورية مرة كل ستة أشهر، تتأكد من الدهنيات في الدم، وتتأكد من مستوى السكر، خاصةً أنك ذكرت أن هنالك ارتفاعاً طفيفاً، هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك ولا تحتاج أبداً لإجراء أي فحوصاتٍ أخرى.
أخي الكريم، حتى تختفي هذه الأعراض التي تعاني منها، أرجو أن تلجأ إلى ممارسة الرياضة، ابدأ ممارسة الرياضة بالتدرج، وأفضل رياضة في حالتك سوف تكون رياضة المشي أو الجري بسرعة معقولة، ويجب أن لا تقل مدة الرياضة عن أربعين دقيقة في اليوم، هذا سوف يساعدك كثيراً، الرياضة تقوي الأجسام وتقوي النفوس، وهي تمتص كل طاقات الغضب، وطاقات القلق والتوتر والمخاوف، فإذن كن حريص على ذلك .
الجانب الآخر هو أنني سوف أصف لك أحد الأدوية البسيطة جداً، وهذا الدواء يعرف باسم دوجماتيل، وحسب ما أعتقد أنه متوفر في تونس، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بعد ذلك إلى 50 مليجرام في الصباح و50 مليجرام في المساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.
أؤكد لك بصفة قاطعة أن هذه الحالة التي انتابتك لا علاقة لها بتصلب الشرايين مطلقاً، وكما ذكرت لك أن ممارسة الرياضة وتناول الدواء الذي وصفته لك سوف يجعلك -إن شاء الله- في صحة جيدة وممتازة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية .
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً