الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرابات القولون العصبي وكيفية التخلص منها.

السؤال

لقد عانيت الكثير ولعل الله يجعلكم السبب في شفائي
ينتابني من إحدى عشرة سنة بالشهر مرة واحدة ألم لمدة أربع ساعات، وتشتمل على ألم أعلى المعدة والصدر مكان القلب، ومنتصف الظهر والأكتاف، ألم بين الشديد والمتوسط بعد الوجبات الدهنية، وليس دائماً، ويتناوب بالصعود والنزول في الأماكن المذكورة أعلاه، مع وجود إمساك وإسهال وانتفاخ أسفل البطن بكثرة، مع وجود دم مع البراز أحياناً.

عملت جميع الفحوصات أكثر من مرة عند أخصائيين باطنية واستشاريين والفحوصات كالتالي: فحص الدم والبول والبراز، والأشعة فوق الصوتية للبطن، وأشعة إكس للصدر، وتخطيطاً للقلب، وآخر شيء عملته هو منظار للمعدة، وأجمعوا كلهم على أنني مصاب بالقولون العصبي، وأعصاب المعدة فقط.

مع العلم أنني مصاب بجرثومة المعدة، وأن وزني نقص من 85 إلى 70 خلال ثلاث سنوات، وهو ثابت أو بازدياد إذا أكلت كثيراً، وشهيتي مفتوحة للأكل، وأمارس حياتي اليومية وبعد النوبة بشكل عادي جداً.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، وأنا صاحب الاستشارة سابقاً رقم 270147 وأجبتموني بعمل منظار وعملته، والنتيجة سليمة والتشخيص أعصاب المعدة والقولون.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما هو مطمئن جداً أن الفحوصات قد كانت طبيعية، وأنه تم علاجك للجرثومة المعدية، وكما تعلم فإن هناك اضطرابات وظيفية للجهاز الهضمي لا تظهر بالصور الشعاعية أو التحاليل، ومنها القولون العصبي، وهو اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة، ينتج عنه انتفاخ وآلام في البطن، مع صعوبة في التبرز، ويتميز هذا المرض بأنه ليس ناتجاً عن أي خلل مرضي، إنما هو ناتج عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم صفات هذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى، أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، وهكذا يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.

ولا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن هناك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد على تحملها، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي،
هناك بعض الأطعمة التي يلاحظ فيها المريض أنها تزيد الأعراض، فالأفضل تجنبها.
وللآلام تستخدم الأدوية المقللة للتقلص، وأحياناً يفيد في مرض القولون العصبي أدوية الاكتئاب مثل Librax ، Motival.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً