الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلام لا يقبل بحب ولا ميل لا يوصل للزواج

السؤال

السلام عليكم

شخص أحب فتاة ولم يقبلها والداه، ثم افترقا وأحب أخرى، لكن لم ينس الأولى وتعلقت به الثانية كثيراً ولم تستطع نسيانه، ثم عاد ليكلم الأولى لكنه ليس لديه أمل في أن يتزوجها، وقد عاد إليها لأنه لم ينسها، فماذا ستفعل الثانية في هذه الحالة؟ وكيف تتعامل معه؟ هل تتركه للأولى وهي لا تستطيع فراقه؟!

أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإسلام لا يقبل بحب ولا ميل لا يوصل للزواج، فاطلبي منه أن يتقي الله ويلتزم بشريعته ويبتعد عن تلك الفتاة ويراقب الكبير المتعال، وليته علم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63].

وأرجو أن يعرف الجميع أن الإسلام يمنع أي علاقة قبل الرباط الشرعي، وحتى الخبطة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكنها إعلان للرغبة في الارتباط وفرصة للسؤال عن الأحوال والدين والأخلاق.

والصواب أن يترك الفتاتين ثم يطرق باب من يريدها زوجة على كتاب الله وسنة رسوله، وأما أن يتخذ بنات الناس ألعوبة فذاك أمر له خطورته وآثاره المدمرة، وهل يمكن لشاب أن يرضى هذا العبث لأخته أو بنته أو عمته؟ فكيف يرضاه لبنات الناس!!

ونحن نحذر فتياتنا من الذئاب ونقول لهن: لا تقبلوا إلا بمن يبدأ بطرق الأبواب، ومقابلة الأهل والأحباب، ولا تصدقوا ما يقوله كل مخادع كذاب لا يراقب الله ولا يخاف من العقاب.

ومن هنا فنحن ننصحها بتقوى الله ثم بضرورة حسن تلك العلاقة بأن تقول لذلك الشاب إذا كانت عندك رغبة في الزواج فوالدي فلان وعمي فلان وأخي فلان فتقدم رسميا، فإن تردد أو رفض فعليها أن تغلق في وجهه كل الأبواب، وتتوب لربها التواب، وحق لكل عفيفة طاهرة أن تخاف من الذئاب.

ويؤسفني أن أقول أن في الشباب من يريد أن يتغدى بضحية ويتعشى بأخرى، وسوف يرى أمثال هؤلاء آثار أعمالهم في أحب الناس إليهم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من جعله الله عبرة لغيره.

ونسأل الله أن يحفظ شبابنا والفتيات، وأن يستخدمهم في طاعته، وأن يجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً