الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي آليات تحسين الذاكرة؟

السؤال

السلام عليكم..

أريد علاجاً لضعف التركيز والنسيان، وهل يفيدني كوأنزيم 10؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن ضعف التركيز في مثل هذه المرحلة العمرية التي تعيشينها الآن لا يعتبر السبب دائماً عضويّاً، بل قلَّ أن يكون هنالك أسباب عضوية بل نادرة جدّاً، وأغلب الظن أن الأسباب أسباب نفسية مثل: القلق، والتوتر الزائد، والعصبية، فهذا ربما يؤدي إلى شرود الذهن، وعدم القدرة على التركيز، ويحدث ذلك لأن الحقيقة أن الذاكرة والتذكر تعتمد على آليات كيميائية وبيولوجية وعصبية وعاطفية.

الإنسان القلق لا يستطيع أن يستقبل المعلومة بالصورة الجيدة، وعدم استقبال المعلومة سوف يضعف تخزينها وتشفيرها في مراكز الذاكرة، وهذا يؤدي إلى هذا الشعور بعدم التركيز.

أيضاً لدى البعض من الناس حالات من الاكتئاب النفسي الذي يؤدي إلى ضعف الذاكرة، وفي مجموعة أخرى من الناس ربما يكون سوء إدارة الوقت وكثرة المشاغل، وعدم تحديد الأسبقيات كل هذا يؤدي إلى ضعف الذاكرة.

عموماً الذي أود أن أنصحك به هو أولاً: أن تقومي جيداً في تنظيم وقتك، لابد أن تخصصي قسطا كافيا من الراحة والنوم، هذا ضروري ومهم جدّاً لتحسين الذاكرة.

ثانياً: لابد أن تمارسي الرياضة التي وجد أنها تقوي الذاكرة، وذلك عن طريق تنشيط الهرمونات والمواد الكيميائية المتعلقة بالذاكرة والدورة الدموية بصفة عامة، كما أنها تمتص طاقات الغضب والتوتر الزائد.

إذن عليك بممارسة الرياضة فهي تعتبر أمراً ضرورياً جدّاً وهاما.

ثالثاً: عليك أن تقرئي مواضيع قصيرة، اقرئي الموضوع أكثر من مرة، وفي وقت القراءة أرجو أن تبذلي أقصى جهد في التركيز على هذا الموضوع فقط وليس على أمور أخرى.

حين تأتيك أفكار متداخلة قولي لنفسك: لا لن أفكر إلا في هذا الأمر.. لا تفكري في الأشياء الماضية أو المستقبلية.. هذا الأمر نوع من التدريب الذهني والعقلي ربما لا يكون سهلاً، ولكن أيضاً ليس مستحيلاً، فهو يقوم على التأمل والتركيز.

ومن الآليات التي وجدت أيضاً أنها مفيدة جدّاً هي قراءة القرآن الكريم بتدبر، فالإنسان الذي يقرأ القرآن بتدبر يقوي من ذاكرته.. فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

حاولي أن تتحيني الأوقات التي تكون فيها الموصلات العصبية ومراكز الذاكرة في حالة ارتياح، وفي هذا الوقت حاولي أن تستذكري الأمور المهمة، خاصة وقت الصباح، ففي هذا الوقت يستطيع الإنسان أن يتذكر الكثير من الأمور.
ومن الأشياء المفيدة أيضاً ألا تكتمي أو تخزني أشياء غير مرضية في داخل نفسك، حاولي أن تفرغي عن ذاتك، فالاحتقان النفسي الداخلي لا يسمح بمجال كبير للتركيز على الأمور.
هذه كلها -إن شاء الله- أمور سوف تفيدك كثيراً، ولا مانع أبداً أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق.. يقال: إن البروزاك الذي يستعمل لعلاج الاكتئاب يساعد أيضاً في تحسين الذاكرة، لا مانع أبداً من تناول البروازك بجرعة كبسولة واحدة يوميّاً لمدة شهرين، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

بهذا الدواء لا أقول لك أنك مكتئبة أو أنك قلقة ولكن هذه القضية مهمة في نظري أن أكبر سبب لضعف الذاكرة هو القلق أو ما يعرف بالقلق الداخلي أو المقنع، وبالرغم من أن هذا الدواء ( البروزاك ) يستعمل لعلاج القلق والاكتئاب إلا أنه لم توجد نسبة عالية من الاكتئاب أو القلق فإنه يساعد في تحسين الذاكرة.

أما بالنسبة للدواء الذي أوردته (كوأنزيم 10) فحقيقة أنا لا أنصح به، وقصدت ذلك في نهاية هذه الاستشارة على استفسارك؛ لأني لا أعتقد أنك في حاجة لهذا الدواء، ولا أعتقد أن ما ذكر عن هذه الأدوية والمركبات يفيد في ضعف الذاكرة النفسي، ربما تكون هذه الأدوية لها دور في ضعف الذاكرة العضوي ولكن أنت لا تعاني بالطبع من حالة عضوية، لذلك لا أنصحك باستعماله.

ربما يكون من المفيد أن تقومي بفحص نشاط الغدة الدرقية؛ لأنه في حالات نادرة جدّاً يحدث ضعف في إفرازات الغدة الدرقية الذي ربما يؤدي إلى ضعف في التركيز خاصة عند النساء، فهذا أمر لا أعتقد أنه ينطبق على حالتك ولكن من أجل التأكد والاطمئنان أرجو أن تقومي بإجراء هذا الفحص.
أسأل الله لك العافية والتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً