الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوقاية من الحسد بالكذب!

السؤال

لي صديقة حيرني أمرها! هي تخاف من الحسد خوفاً شديداً مما جعلها تحيك هالة من الأكاذيب لتداري كافة أمورها عن الناس، وفي نظرها معظم الناس كاذبون وكلامهم دائماً يداري حقيقة هي وحدها تعلمها! فهي تكذب على أقرب الناس إليها، فما تفسير حالتها؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأخت لا شك أنها قد تأثرت بما يجري في بعض المجتمعات من اعتقاد شديد حول الحسد والعين والسحر وما شابه ذلك، وهذه بالطبع كلها أمور حق، ونحن نؤمن بها كمسلمين، ولكن هذه الأخت تعالج مشكلة بمشكلة أخرى، وهي أن خوفها من الحسد وتطيرها يجعلها تلجأ للكذب حتى تخفي ما أنعم الله بها عليها من الناس.
أرى أن هذه الأخت لا تعاني من مرض نفسي، ولكن ربما يكون لديها شيء من مرض القلوب، وهذا يجعلنا نركز أن هذه الأخت لابد أن تساعد عن طريقك وعن طريق كل الأخوات الفاضلات اللائي يمكنهنَّ أن يقمن بالتوجيه الشرعي لها في هذا السياق، ولا مانع أبداً من أن تلجأ إلى المشايخ المعروفين.

لابد لها أيضاً أن تخاطب نفسها داخلياً أن الحسد والعين -إن وجدت- فهنالك الحمد لله ما يحمينا منه، وقد ورد ذلك في السنة، فعليها أن تلجأ إلى كتب الأذكار، وعليها أن تتيقن أن الإنسان لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وفي نظري أن الأمر يتعلق بالعقيدة ويتعلق بالتوكل، لا أقول أن هذه الأخت ناقصة إيمان، ولكنها بالطبع تحتاج إلى نوع من الإصلاح في تفكيرها.

أرجو أن تسعي جادة لأن تجعلي هذه الأخت تكون على صلة بأهل العلم الشرعي، وإن شاء الله سوف تزود بكل ما ينفعها، وأعتقد أن خوفها الشديد من الحسد وخوفها الشديد من العين هو الذي جعلها تكذب، وحين تتيقن أن تخوفها فيه مبالغة سوف تختفي ظاهرة اللجوء إلى الكذب على الناس إن شاء الله.

الأمر –بالطبع- لا يخلو أيضاً من بعض الخلل السلوكي، فالسلوك القويم دائماً يتعلق بمكارم الأخلاق، وهذه الأخت يمكن أن يصرف انتباهها أيضاً إلى العمل على مساعدة الآخرين، وعلى أن تكون سباقة للخير، وعلى أن تتفاعل مع الناس وتتعامل معهم بثقة.

أنا لا أعتقد أنها محتاجة لأي علاجات دوائية، هي محتاجة لتصحيح وتقويم مفاهيمها، والشريعة الإسلامية السمحة وفرت ذلك أكثر بكثير من الطب النفسي وكل العلوم الأخرى، فعليها أن تسترشد بما أتى في تعاليم الإسلام السمحة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً