الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير الإيجابي وأهميته في بناء الشخصية

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أعاني من حالة الوسواس الشديد، وأفكاري مشتتة، ولا أقدر على اتخاذ قرار معين، وعند سماعي لأي حادثة من أي شخص تستمر في تفكيري فترة طويلة، وأكون عند الأشخاص الآخرين غير اجتماعي، وأحس أني عديم الشخصية، ودائماً أشعر بأن شيئاً ينقصني، وأيضاً دائماً أفكر بخاتمتي كيف ستكون؟
وشكراً على الاستشارات الطيبة وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي المسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت في مطلع رسالتك أنك تعاني من حالة الوساوس الشديدة، ولكن لم توضح طبيعة هذه الوساوس؛ لأن سياق الرسالة الذي يلي ما وصفته بحالة وساوس تدل أنك لست مصاباً بالوساوس، ولكنك تعاني من حالة قلق نفسي متوسط الدرجة، ولديك نوع معين من القلق النفسي، وهو ما يعرف بالقلق التوقعي، أي الخوف من المستقبل.

بالتأكيد فالقلق أيّاً كان نوعه ومصدره فهو يؤدي إلى سوء في التركيز وتشتت في الأفكار والخوف مما يحمله المستقبل وتضخيم وتجسيد الأمور البسيطة، مما يزيد من القلق والتوتر لدى الإنسان.

عموماً -إن شاء الله- سوف نوجه لك بعض الإرشادات ونصف لك الدواء المناسب لعلاج هذه الحالة:

أولاً: من الضروري جدّاً أن تعبر عن نفسك ولا تختزن ولا تحتقن أي أفكار سلبية؛ لأن الاحتقان وعدم الإفصاح عما في داخل النفسي يؤدي إلى قلق وتوتر من خلال تكوين احتقانات نفسية سلبية، وهذا النوع من العلاج يسمى بالتفريغ النفسي، أي أن يفرغ الإنسان عما بداخله.

الخطوة الثانية هي التفكير الإيجابي، لا تترك يا أخ علي السلبيات تسيطر عليك، أنت الحمد لله في مقتبل العمر، وبالتأكيد لديك أسرة مساندة، ومن المفترض الآن أن تبحث عن عمل وأن تفكر في المستقبل بصورة أكثر إيجابية، حين تأتيك أي فكرة سلبية، أرجو أن تضع الفكرة الإيجابية المقابلة لها، وتستبدل هذه الفكرة السلبية بالفكرة الإيجابية، هذا النوع من التمرين النفسي مفيد وجيد، فقط يتطلب منك المواصلة والصبر عليه.

ثالثاً: أرجو أن تقوم بعمل بعض تمارين الاسترخاء، يمكنك الحصول على أحد الكتيبات أو الأشرطة الموجودة في المكتبات والتي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، ومن أفضلها تمارين التنفس، حيث يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتفتح فمك قليلاً وتغمض عينيك، ثم خذ شهيقا -أي إدخال الهواء في الرئتين عن طريق الأنف- ببطء وقوة، ثم أمسك هذا الهواء، ثم بعد ذلك أخرجه عن طريق الفم ببطء وقوة أيضاً، وهذا هو الزفير، كرر هذا التدريب عدة مرات بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، ستجد إن شاء الله أنه مفيد جدّاً.

ممارسة الرياضة الجماعية أيضاً تعتبر جيدة ومفيدة، حيث أن الرياضة تحرق طاقات القلق والتوتر، ولابد لك أيضاً أن تفكر في المستقبل بصورة إيجابية، ولابد أيضاً من السعي والتوكل، وأن تسأل الله أن يحفظك وأن يجعل لك مستقبلاً سعيداً.

أخيراً: أود أن أصف لك علاجاً دوائياً؛ لأنه يعتبر مهما في مثل حالتك، من الأدوية الجيدة والطيبة دواء يعرف باسم زولفت ويسمى الاسترال أيضاً، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم وقوة الحبة هي 50 مليجرام، استمر عليه بصورة متواصلة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

هذا الدواء أيضاً يعالج الوساوس القهرية حتى وإن كان لديك وساوس، ولكنه جيد في علاج التوتر والقلق، خاصة القلق التوقعي، وكذلك عسر المزاج.

التفكير في الخاتمة شيء طيب، ولكن لابد أن يكون فيه شيء من التوكل، وأن يسأل الإنسان ربه دائماً أن يحسن خاتمته، وأن يجعل خير عمله في آخر أيامه، وأن يجعل خير لقائه يوم يلقى الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً