الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق لا يفارقني من الموت المفاجئ وخصوصاً بعد وفاة أبي

السؤال

السلام عليكم

قرأت الكثير والكثير من الاستشارات في موقعكم الكريم المشابهة لحالتي، أو القريبة منها، وها أنا أعرضها عليكم لعلي أجد عندكم ضالتي.

تتلخص حالتي أنني منذ ما يقارب السنة والنصف أصبت بحالة من الهلع، بسبب تردي حالة والدي الصحية، فانتابني الخوف الشديد مع تسارع بدقات القلب.

ذهبت للطبيب حينها وكان التشخيص (قولون عصبي) ووصف لي (سلبيريد50) و(انديرال40) بجرعة حبة واحدة في الصباح والمساء.

بعد وفاة والدي -رحمه الله- تطورت حالتي وازداد الهلع أكثر من قبل، أصبحت أخاف من أي عرض يظهر في جسدي، وأشعر أن نهايتي اقتربت، وأفسر أي شيء على أنه عرض من أعراض النوبة القلبية، وخلال الأشهر الماضية قمت بأكثر من تخطيط للقلب، وأكثر من تصوير إيكو للقلب، وكلها كانت سليمة.

ذهبت لطبيب نفساني، فنصحني باستخدام paroxitin 10 ولكنني لم استخدمه خوفاً من الاعتياد عليه، وبعدها استطعت أن أتغلب على مخاوفي، وأن أستعيد حياتي تدريجياً، ومع تحسن طفيف على حالتي النفسية استجد أمر جديد، وهو حدوث ما يسمى بخوارج الانقباض التي تخيفني بشدة، وأشعر أن قلبي يقف للحظة ثم يعود للعمل، ما يجعلني أشعر بخوف شديد، لدرجة أنني أتحسس نبضي في اليوم نحواً من 20 مرة أو أكثر.

قرأت عن خوارج الانقباض وأنواعها في موقعكم، ومواقع أخرى، ما أخافني منها أكثر.

بعد حدوث خوارج الانقباض تحدثت عبر الهاتف مع صديق لي يعمل طبيب قلبية في السعودية، ونصحني بترك التدخين والمنبهات، والمشي، ولكنني أجد خوارج الانقباض تأتيني عندما أمشي أكثر من الأوقات الأخرى.

أنا خائف جداً، وسيء المزاج، بسبب خوارج الانقباض، فهي تزعجني جداً، وأريد التخلص منها بشتى السبل.

أرجو أن أجد عندكم ما أبحث عنه، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أصابتك نوبات هلع واضحة، وصِرتَ تُعاني من اضطراب الهلع – أخي الكريم – بعد وفاة الوالد، أمَّا نبضات وخوارج الانقباض التي تتحدث عنها فما هي إلَّا أعراض للقلق وللتوتر، استمرَّ بعد نوبات الهلع، أصبحَ مثل المخاوف الوسواسية – أخي الكريم – لذلك يجب أن تُعالج الأصل وهو الخوف ونوبات الهلع.

الباروكستين – أخي الكريم – هو علاج فعّال، ولا يُسبِّبُ الإدمان، ولكن يُسبِّبُ أعراضًا انسحابية عند التوقف منه فجأة، وإذا كنتَ مترددًا في استعماله فيمكنك استعمال السبرالكس – أخي الكريم – سبرالكس عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام).

عليك بالاستمرار عليه، وتحتاج إلى ستة أسابيع حتى تظهر نتائجه وتتحسَّن الأعراض التي تشكو منها، ثم بعد زوال هذه الأعراض – خوارج الانقباض – عليك بالاستمرار فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك أوقفه بالتدرُّج.

كما ينبغي عليك أيضًا أن تدخل في علاج نفسي، تحتاج لعلاج نفسي.

أخي الكريم، وبالذات الاسترخاء، لأن علاج الاسترخاء يُساعدك كثيرًا في عدم الالتفات الشديد ومراقبة إلى نبضات القلب والانشغال بها، تحتاج إلى الاسترخاء والانشغال عن نفسك، مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً