الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض، وأحمل جهاز قياس الضغط باستمرار، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو مساعدتي في علاج حالتي وهي كالتالي:

عانيت من ضغوط عديدة في الأشهر الماضية، مرض شديد من والدي، ومشاكل كبيرة في مجال العمل وغيرها، ولكن المصيبة الكبرى حدثت قبل أسبوعين حينما أجريت تحليلا للسائل المنوي وكانت نسبة الحيوانات المنوية النشطة 2 بالمائة فقط، وإن مدة زواجي هي سنة، وليس لدي أطفال ,علما بأن جميع تحاليل الدم والهرمونات والسونار والدوبلر طبيعية.

الحالة حدثت عند ذهابي إلى الدوام كالعادة، وكنت أعاني من تقلصات في القولون، وعندما طلبني المدير حصل عندي حالة وهي: تعرق شديد ومغص شديد في القولون، وشعرت بأنني سوف يغمى علي، وكأنه حصل عندي هبوط في الضغط، وبسرعة رجعت إلى السيارة، وعدت إلى المنزل، ورجعت إلى حالتي الطبيعية، ولكن بدأت الحالة تأتيني يوميا، وبدأت أشعر بأنني سوف أفارق الحياة، وأفقد السيطرة على نفسي، وتحدث عندي تقلصات القولون الشديدة جدا، وبعد فترة 10 دقائق تقريبا أعود إلى حالتي الطبيعية، وتأتي الحالة إما في الطريق، أو عند وصولي إلى مكان عملي، أو عند الغروب، ولكن في الليل تختفي نهائيا.

المشكلة أنني حاليا بدأت أخاف الخروج، وأتجنب الأماكن المزدحمة، لأنني عند الذهاب مثلا إلى المول، وهو مكان مزدحم ومنغلق تأتيني الحالة، على الرغم قبل دخولي إلى المول أكون طبيعيا جدا.

وأضع جهاز الضغط بقربي، وكل ساعة أستعمل الجهاز لكي أتأكد أن ضغطي طبيعي، لأنني أشعر بأن حالتي هي هبوط في الضغط، ولكن ضغطي بين 11/7 و12/7، وأشعر بالتوتر والوسواس عند ذكر مرض معين، وأشعر بأنني مصاب بالمرض، مثلا عند التكلم عن مرض الصرع أبدأ بالتفكير بأنني مصاب بالمرض.

قرأت عن حالات تشبه حالتي، وقررت أن أستعمل دواء الزولوفت، ولكنني صدمت بأن الدواء يسبب ضعفا في عدد وقوة الحيوانات المنوية، والتي هي أصلا عندي قليلة، وأعتقد هي سبب حالتي، فما هو العلاج المناسب لحالتي؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما المشكلة الأعراض النفسية نتجت بعد مشاكل حياتية وضغوط شديدة -كما ذكرت- ومنها مرض الوالد، فالعلاج هنا -يا أخي الكريم- يكون علاج نفسي، العلاج النفسي هنا أفضل من العلاج الدوائي، إذا كانت الأعراض ناتجة عن ضغوط حياتية، تحتاج إلى جلسات نفسية لمساعدتك في التكيف، أو التأقلم، أو مجابهة هذه الضغوط النفسية الناتجة عن الأحداث الحياتية.

والدواء هنا يكون عامل مساعد، وطبعاً الشيء الآخر أيضاً أصبحت تأتيك نوبات هلع واضح -يا أخي الكريم-، ونوبات الهلع أيضاً يمكن علاجها بالعلاج السلوكي المعرفي، وهو طبعاً علاج نفسي، وأرى أنه قد يكون أفيد لك أن تستعمل السبرالكس طالما الزوالفت كما ذكرت يؤدي إلى مشكلة في الحيوانات المنوية، فالسبرالكس هو فعال في علاج نوبات الهلع وأعراض القلق بصورة عامة، وجرعته طبعاً 10 مليجرام تبدأ 5 مليجرام بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك 10 مليجرام وتستمر فيه لفترة 6 أشهر، ثم بعد ذلك توقفه بالتدرج، ولكن -كما ذكرت- أهم شيء أن يكون علاج السبرالكس مصحوباً بعلاج نفسي؛ لأن هذا يكون أنفع للحالة، ولا تحتاج لجرعة كبيرة من الدواء، ولا تعود الأعراض عندما تتوقف عن الأدوية -بإذن الله-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا فراس

    بارك الله فيك اخي الدكتور , واتم الله عليك الشفاء الاخ السائل, مررت بنفس تجربتك بسبب ظروف بالعمل وضغط نفسي رهيب, واستعمل الان منذ 3 شهور زولفت واراجع عيادة الطب النفسي والامور بحمد من الله افضل بنسبة 85% وأود ان اضيف وحسب تجربتي ان افضل انواع المساعده هي ان لا تجعل الناس من حولك يعرفون بمشكلتك واجعل زوجتك تساندك وخذها معك لعيادة الطب النفسي وخلي الدكتور يشرحلها عن حالتك وانها حاله طبيعيه وليست مرض نفسي! ثانيا حاول ان تجعل كل يوم لك خلوه لوحدك بمعدل ساعه ونصف تقراء بها كتاب جميل او تصفن بها بعيدا عن التفكير السلبي, وانا احرص تقريبا كل يوم على اخذ حمام بارد لما فيه من فوائد جسديه بتحسين مستوى الدوره الدمويه والعضلات والنشاط. واجعل مواعيد نومك مقدسه مهما كان السبب فالنوم الكافي يريح الاعصاب والدماغ!

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً