الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتنعت عن الطعام ولا أعرف النوم ولا أستطيع تقبل خطيبي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلا عليكم.

أنا فتاة عمري 23 سنة، كنت فيما مضى طائشة، ولدي علاقة محرمة مع شاب، إلا انني تبت ودعوت الله أن يرزقني الزوج الصالح.

وبعد فترة تقدم لي شاب متدين واثق من نفسه، ولديه كل الصفات التي أريدها، وقد شعرت براحة في الحديث معه، إلا أنني في قرارة نفسي أتردد وأشعر بقلق كبير، حيث أنه يقول أنه يحبني بصدق، ويسمعني ما طاب من الكلام، إلا أنني لا أبادله تلك المشاعر كلها، حيث لم تمضي على خطبتنا إلا أسبوعين، لذا ما ألبث إلا أن أشكك في نفسي، وأصاب بالقلق، وقد أصبحت أمتنع عن الطعام مؤخرا، ولا أستطيع النوم، ماذا أصنع، ولماذا لا أتقبله؟

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روضة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعكم، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويستر عليك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته لنا ولكم الآمال.

أرجو أن تحمدي الله الذي وفقك وستر عليك، وساق لك الخير، وبادلي الشاب مشاعره الإيجابية بأحسن منها، وإذا ذكرك الشيطان بالماضي ليحزنك وينتقص من سعادتك، فتذكري عداوته لنا جميعا، وأمر الله لنا بأن نتخذه عدوا، قال تعالى: "إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا"، واعلمي أن العداوة للشيطان لا تتحقق إلا باتباع شريعة الرحمن.

ابنتى الفاضلة، ثقي بأن الكريم الرحيم الذي ستر عليك أيام بعدك عنه لن يتخلى عنك في أيام إقبالك عليه، وتيقنى أن ثقتك في نفسك ما هي إلا ثمرة من ثمار ثقتك في ربك.

ولا شك أن مجيء الشاب الصالح الواثق من نفسه، المطيع لربك وربه نعمة تستحق الشكر، وبالشكر تثبت النعم، والشاكر هو المستفيد لأنه ينال بشكره لربه الأجر والمزيد، وبالشكر تحفظ النعم فلا تزول.

وليس هناك داع للانزعاج من تأخر مشاعرك، خاصة بعد شعورك في البداية بالارتياح، واعلمي أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لنا ما أحل الله لنا، والارتباط في الحلال يزعج الشيطان ويحزنه، ولذلك فهو يشوش علينا، وقد تعهد بأن يعقد للناس ليصدهم عن الصراط المستقيم، ومن هنا وجب علينا أن نعامله بنقيض قصده.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والحرص على ذكره وشكره وحسن عبادته، وتجنبى الوحده لأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وكلي واشربي وقرى بنعم الله عليك عينا، وجددي التوبة كلما حاول العدو تذكيرك بالتقصير، واعلمي أن الشيطان يحزن إذا تبنا، ويتأسف إذا استغفرنا ربنا ويبكي إذا سجدنا، وإذا شعر الشيطان أن تذكيرك بالسلبيات سوف يدفعك لتجديد التوبة فإنه سوف يتركك ويغير خططه، فكوني له بالمرصاد، وتفقهي في شرع ربك، فالفقيه أشد على عدونا من ألف عابد وعابدة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينكم على إكمال مراسيم الحلال، وننصحكم بأن تعجلوا، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، ونسأل الله لنا ولكم السداد والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً