الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق واكتئاب منذ سنوات طويلة جربت كل شيء دون فائدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر هذا الموقع وجميع العاملين فيه على تقديم الاستشارات المجانية لناس، جزاكم الله خيرا.

أعاني من القلق منذ 10 سنوات تقريبا, المشكلة أني أقلق على أشياء أعلم بأنها لن تحدث بسبب خبرتي خلال فترة قلقي في السنوات الماضية، فأنا أعيش مرحلة القلق منذ ما يقارب 10 سنوات، كما ذكرت فأنا الآن عمري 24 سنة.

وفي الغالب أقلق خوف من أن أرسب في الدراسة رغم علمي بأني لن أرسب بالدراسة؛ بسبب أن درجاتي في السنوات الماضية جدا عالية، وأسوأ مراحل القلق عندما دخلت الجامعة مررت بمرحلة من القلق الشديد، فقدت الشهية في الأكل، وكنت طول الوقت خائف حتى تخرجت من البكالوريوس بمعدل عال.

وقلقي ليس مقتصرا على الدراسة، بل هناك أمور أخرى مثلا: قال لي أبي أن ابن عمك سيتزوج، وعرسه الأسبوع القادم، أجلس في حالة قلق دون سبب، وأعلم أن هذا القلق دون سبب، ولكن لا أستطيع فعل شيء.

ومرة كان لدي رحلة بالطائرة، لم أستطع النوم في الليل بسبب أني أخاف أن تفوتني الرحلة، على الرغم من ضبطي للمنبه لخمس مرات، وأظل أتقلب في الفراش لساعتين، وهذا يشمل جميع الأيام التي فيها دوام، فصرت أكره فترة النوم بسبب القلق.

بالطبع القلق يذهب ويأتي، ليس مستمرا طوال العام، خصوصا في الفترات التي لا يوجد فيها ما يقلقني، فأحيانا تمر أربعة أشهر إلى ستة أشهر دون قلق، ومن ثم يعود وبقوة.

وأحيانا تأتيني أعراض القلق مثل الشعور بانسداد الشهية، وارتفاع دقات القلب، والشعور بالخوف رغم عدم وجود سبب.

خلال السنوات الماضية قرأت كثيرا عن القلق في الكتب والاستشارات في هذا الموقع، ولم أستطع الذهاب لطبيب نفسي لعدم قدرتي على دفع قيمة الجلسات، فقمت بتمارين الاسترخاء، وأيضا أخذت حبوب دوجماتيل 50 ملج /3 حبات في اليوم وفق استشارة في الموقع كان السائل حالته قريبة من حالتي، والحقيقة أن الحبوب تأتي بفائدة أحيانا، وأحيانا أو في الغالب لا تأتي بفائدة، علما بأني انتظمت على الحبوب لفترة شهر، ومن ثم أقطعها لأنها بلا فائدة كبيرة، فإذا عاد القلق شديدا رجعت لها؛ لأنه ليس لدي حل آخر، وأيضا لأنها تسبب مشكلة التثدي وزيادة الوزن.

قبل سنة علمت من خلال بحثي في الانترنت عن مرض اسمه القولون العصبي، وشعرت أن الأعراض مشابهة لحالتي، فأخذت دواء دوسباتلين حبتين في اليوم، وأيضا بلا فائدة قوية، وقد مضى علي وأنا أتناول الدواء 3 أسابيع مع الدوجماتيل.

أنا الآن في إجازة، وآخر شهرين في هذه الإجازة اشتد المرض، ولكن أعراضه أعراض اكتئاب أكثر من قلق بحسب تشخيصي؛ فالأعراض التي أصبت بها:
التفكير في الماضي، وخاصة في ذكرى سيئة حصلت لي لا أفضل ذكرها، وتذهب وتعود لي، الشعور بالغثيان، الرغبة بالبكاء دون القدرة على البكاء، عدم الاستمتاع بأي شيء، طاقتي ضعيفة، وأشعر بالتعب، كثرة النوم لما يصل إلى أكثر من 12 ساعة، نبضات في القلب، تعرق، فقدان الشهية مع الشعور بالجوع، إمساك، عدم القدرة على التركيز.

وهناك حادثة تكررت أكثر من مرة في آخر شهرين، أتكلم مع شخص سواء ابن عمي، أو أختي، أو أي شخص وأنا أضحك وأمزح، تذهب كل الأعراض، وفجأة تعود، وأشعر برغبة بمغادرة المكان والجلوس وحدي لمواجهة هذه الأعراض.

أتمنى أن تعطوني حلا فقد بدأت أكره حياتي بسبب نفسيتي المتقلبة، وقد جربت الاسترخاء الأدوية بلا فائدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه يبدو أنك من الشخصيات القلقة، بعض الشخصيات القلقة يتوترون لأي شيء، يحسبون حساب كل شيء، ويحملون همًّا لأي شيءٍ في حياتهم، وقد عانيتَ لفترة من الوقت، وبدأتْ بعد ذلك تظهر عليك أعراض اكتئاب نفسي، وهذا طبيعي، غالبًا الناس الذين يحملون سمات في الشخصية تُتعبهم وتُؤثِّر على حياتهم أكثرُ عرضةً؛ لأن يُصابوا بالاكتئاب النفسي.

الأعراض الأخيرة التي ظهرتْ معظمها أعراض اكتئاب نفسي – أخي الكريم – ولا أدري ما هي الأدوية التي استخدمتها، ولكن تحتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب مع علاجات نفسية، وليس الاسترخاء فقط، علاج نفسي ليساعدك في (أولاً) أن تفهم نفسك، وبالتالي تتعايش مع المواقف المختلفة في الحياة.

فنصيحتي لك بأن تذهب إلى طبيب نفسي آخر، وتشرح له الحالة بالتفصيل، وتشرح له ما فعلته الآن، وأنا على يقين بأنه بعد الفحص الكامل لك سوف يقوم بإعطائك العلاج المناسب، وأحيانًا قد يستجيب المريض لدواء مُعيَّن ولا يستجيب لآخر، فاصبر – أخي الكريم – وتابع مع طبيب نفسي واحد حتى يفهمك ويستطيع أن يُساعدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً