الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب منذ سنوات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

بدأت قصتي مع الاكتئاب بعد عام من انتقالي للدراسة في مدينة أخرى بعيدا عن الأهل (عام 1997)، وكنت أعاني من نوبات حزن شديد، وكآبة مجهولة المصدر، وبكاء شديد أرتاح بعده لبعض الوقت.

استمرت حالتي في الصعود والهبوط وكنت لا أرتاح إلا إذا بكيت أمام أحد أصدقائي أو أهلي عند العودة لمدينتي في الإجازات.

في تلك الفترة بدأت هناك مشاكل بين شقيقتي وزوجها وتعرضت أنا لصدمة عندما رأيت زوجها يبكي من صعوبة الحصول على عمل والإنفاق على أسرته.

أكملت دراستي الجامعية بين أيام في حالة طبيعية وأخرى أعاني من الكآبة والحزن، علما بأنني لم أراجع أي طبيب نفسي في تلك الفترة.

بعد التخرج (عام 2001) والعمل استمرت حالات الحزن والكآبة تراودني بين الحين والآخر، وخصوصا إذا حدث أي مشكلة في وسط عائلتي كشجار أو مرض أو ما شابه.

قررت زيارة طبيب نفسي والذي وصف لي عدة أدوية على فترات زمنية مختلفة، أذكر منها ايفكسور وتوباماكس وانفرانيل وغيرها، لم تكن تتحسن حالتي بسبب الدواء، بل بسبب ذهاب المؤثر وهو الشجار أو المشاكل في وسط العائلة!

استمررت على العلاج لسنوات عديدة ثم قررت استشارة طبيب آخر ووصف لي أدوية أخرى مثل فافرين وبروكسات وايفكسور وليريكا وغيرها.

استمريت على هذه الحالة أستشير الأطباء ويصفوا لي الدواء، واستمريت عليه لفترة طويلة حتى يحدث إشكال داخل الأسرة أو خلاف بين شقيقتي وزوجها لتنتكس حالتي وأعاود زيارة الطبيب لتغيير الدواء.

أنا الآن متزوج، وأبلغ من العمر 39 عام، ولدي أطفال، تم فصلي من العمل بسبب مشكلة مع أحد مدرائي، فانتكست حالتي من جديد خوفا من المجهول القادم، وندما على ما اقترفت يداي وتسبب في فصلي من العمل.

زرت أحد الأطباء المعروفين وكتب لي عدة أدوية منها فيكسال (ايفكسور) وسيتالوجين وانفرانيل وسيروكسات وغيرها على فترات مختلفة، كما وصف لي جلسات علاج معرفي سلوكي، وأخرى تحليلي بدون فائدة!

مازلت أعاني من الكآبة الشديدة والخوف أن أفشل في عملي الجديد، وذكريات فشلي في عملي السابق ونظرة الناس لي أنني أفسدت عملي بيدي.

هذه قصتي التي استمرت قرابة 18 سنة أو يزيد.

أرجو مساعدتي في إنهاء هذه المعاناة، علما بأني أتناول الآن فيكسال 150 مغ، وسيروكسات 37.5 مغ، وانفرانيل 50 مغ، كما أتناول ليكسوتانيل أو فاليوم في بعض الحالات الشديدة فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حاتم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح جدًّا أن معظم حالات الاكتئاب التي حصلتْ معك هي نتيجة أحداث حياتية حصلتْ، إمَّا الانتقال بعيدًا عن الأهل وبدأ الدراسة، أو المشاكل العائلية، مثل ما حصل بين شقيقتك وزوجها، والمشاكل العائلية الأخرى. فمعظم الاكتئاب هنا ينتج عمَّا يمرُّ بك من أحداث حياتية – أخي الكريم – تؤثِّر عليك، وهذا يفسِّر عدم الاستجابة لأدوية الاكتئاب المختلفة التي أخذتها.

عندما يكون (دائمًا) الاكتئاب ناتجًا عن أحداث حياتية فهنا الاستجابة أفضل تكون للعلاج النفسي، العلاج النفسي الموجَّه مباشرة إليك لكي تتعلَّم كيف تتأقلم مع الظروف، ولا تجعلها تؤثِّر عليك بطريقة كبيرة أو بدرجة كبيرة، ولذلك لم تستجب لمعظم الأدوية كما ذكرتُ لك.

على أي حال: الآن أيضًا تأخذ أدوية نفسية، وإذا كنت تعاني حتى الآن فيجب عليك – أخي الكريم – أن تجمع بين العلاج النفسي مع الأدوية التي تأخذها، لأن هذا مهمٌّ جدًّا، واضح أنك من الناس الذين يتأثَّرون بما حولهم بدرجة كبيرة، وتحتاج إلى علاجات نفسية، الآن توجد علاجات نفسية سلوكية لتقوية الذات، من خلال مهارات مُحددة. فيجب أن تتواصل مع معالج نفسي متمكّن ومتمرِّس في هذا النوع من العلاج لكي يساعدك، وسيساعدك كثيرًا، وأنا على يقين بأنك سوف تتخلَّص من هذه الأدوية التي تأخذها بمجرد أن تكمِّل جلسات هذا العلاج السلوكي المعرفي، ولكن أهم شيء – كما ذكرتُ لك – يكون هذا العلاج من مُعالج نفسي متمكِّن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً