الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، ما هو علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية، وهل هناك فرق بينها وبين الرهاب الاجتماعي، وهل يوجد أدوية تساعد في القضاء على هذا الاضطراب، وما العلاج السلوكي لها والدوائي؟

إضافة: ما الفرق بين اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي? وهل العلاج مختلف بينهما، ولو أن شخصا أتى لك يا دكتور محمد، كيف تشخص مرضه على أنه اضطراب شخصية، أو رهاب اجتماعي؟ نرجو أن توضح لنا العلاج السلوكي لاضطراب الشخصية التجنبية.

كما أعاني من مشاعر غيظ شديدة تجاه مواقف الآخرين، أو ما يسمونه -مقموص من الآخرين- هذه المشاعر مستمرة معي باستمرار، لا أستطيع القضاء عليها.

أرجو مساعدتي بدواء يساعدني في القضاء عليها، مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يمكن -أخي الكريم- دمج السؤالين والإجابة عنهما معًا، لأنهما متشابهان بدرجة كبيرة.

تشخيص اضطراب الشخصية -أخي الكريم- أيًّا كان نوعها يعتمد في المقام الرئيسي على التاريخ المرضي الذي عادةً يؤخذ من الشخص نفسه ومن أحد أقاربه، وتشخيص اضطراب الشخصية يعتمد أساسًا على أن اضطراب الشخصية يعني أنماط سلوكية مُعينة، ممتدة على طول الزمان، تبدأ عادةً من سِنّ البلوغ، أي من عمر 18 سنة، ثم تمتدَّ في الزمان، ولا تأخذ وقتها وتختفي، تكون جزءًا من حياة الشخص، وتُسبِّبُ له مشاكل في الحياة، وتعيق وظائفه المتعددة، ولذلك تُسمَّى (اضطراب الشخصية)، أي ليس له وقت مُحدد في الظهور، يبدأ من سن 18 ويمتدَّ ويكون مع الشخص دائمًا ويُسبِّب له مشاكل في حياته.

أما الاضطراب النفسي -مثل الرهاب الاجتماعي مثلاً- فإنه يبدأ من تاريخ مُحدد، عادة المريض يقول لك مثلاً: قبل شهر أو قبل ثلاثة أشهر أو قبل سنتين تبدأتُ أُعاني مشكلة في الحديث أمام الناس أو في التجمُّعات -أو هكذا- دائمًا يبدأ شكواه بتاريخ زمني مُحدد، بدأتْ فيه هذه الأعراض، عكس اضطراب الشخصية، لا يكون في زمنٍ مُحدَّدٍ، وعادةً المريض يكون غير مستبصر باضطراب الشخصية إلَّا إذا حصلت له مشاكل حياتية مُعيَّنة، عادةً يبدأ ويشتكي من هذه المشاكل الحياتية، ومن ثمَّ الطبيب يصل إلى التشخيص أنه اضطراب شخصية عن تاريخ المرضي -كما ذكرتُ-.

الشيء الجوهري الأخير: أن اضطراب الشخصية لا يُعالج بالأدوية على الإطلاق، علاجه الوحيد هو بالعلاج النفسي، وبالذات بالجلسات الفكرية، حيث يتم الجلوس لمدة ساعة (تقريبًا) مع المريض، ويُطلب منه بأن يُغيِّر نفسه بنفسه، والمعالِج ما هو إلَّا مساعد في هذا الشأن، تُعطى أدوية في اضطرابات الشخصية بصورة محددة ولعلاج أعراض مُعيَّنة، ولا تكون الأدوية علاجًا لاضطراب الشخصية، وحتى العلاج السلوكي المعرفي لا يُفيد في اضطراب الشخصية، العلاج الوحيد -كما ذكرتُ- هو العلاج النفسي الفردي، من خلال جلسات مع المعالِج النفسي لكي يُغيِّر المريض نفسه بالتدرُّج.

أما بخصوص المشاعر فالمشاعر -أخي الكريم- مهما كانت سالبة أو غير ذلك فلا تُعالج بالأدوية، تُعالج أيضًا من خلال الجلسات النفسية، حيث تُعطى مهارات لكيفية التحكُّم في مشاعرك، بحيث لا تؤدي إلى أفعال تضرّ بك، وبمرور الوقت قد تتغير المشاعر وبالذات إذا كانت مشاعر غضب أو قلق بالاسترخاء -وهلمَّ جرًّا- ولكن لا تُوجد أدوية مُعيَّنة لتغيير مشاعر الإنسان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً