الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتفادى غضب الزوج وكلامه الجارح؟

السؤال

السلام عليكم..

سيدي، كيف أتعامل مع زوجي المتعصب والجارح بكلامه لأقصى درجة؟ وكيف أتعامل مع اتصالات مطلقته الدائمة وهو يقول أنه بسبب ابنه الذي معها؟ مع العلم ـ سيدي ـ أن ابنه يأتي به كل أسبوع في عطلته، وأنا أعامله معاملة طيبة.

كما أنه يحدثني أحياناً عن ماضيه مع زوجته السابقة، وعندما يتعصب والله لأبسط الأشياء يقول لي ندمت كثيراً على هذا الزواج! مع العلم ـ سيدي ـ أننا تزوجنا منذ حوالي سنة، إلا أنني لم أعش معه إلا بعد التحاقي به إلى هولندا أي منذ شهر مارس الماضي.

وأنا سيدي إنسانة متدينة وأعلم حقوق زوجي علي، وأعلم أن طاعة الزوج من طاعة الله لذلك أوفر له كل ما أقدر عليه، وأنا أدعو الله دائماً أن يفرغ علي صبرا جميلا لاستمرار حياتنا الزوجية، وهذه فقط نبذة صغيرة عن بعض أفعاله، ناهيك عن الشات مع الفتيات وأنا أسمع! ولكنني أغض بصري كي لا أحدث مشاكل معه، ولو فاتحته في الموضوع لاستمر أكثر فيه.

وهذا ليس معناه أنه سلبي لكن لكل منا مساوؤه، فهو يصلي ويسمع خطب الجمعة، لكن معاملاته معي تشعرني بأن زوجي معقد نفسياً، وذلك بسبب تجربته الأولى لأنه عانى منها كثيراً، وذلك لأن الحكم هنا يعطون الحق للمرأة، وقد أساءت معاملته، وأنا أطلب من الله أن يهديه ويرزقه الحلم والأناة.

وجزاكم الله كل خير عنا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يُسعدك مع زوجك، ويهديه إلى الحق، اللهم آمين.

الحمد لله أنت فتاةٌ متدينة تخشين الله وتخافينه، ومن هنا أرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا أحبه الله ابتلاه، وكلما زاد إيمان المرء وصلته بالله كلما ابتلاه الله تعالى؛ ليحط عنه الأوزار والسيئات، ويكون الابتلاء بأنواع شتى، فأحياناً يكون بالمرض، وأحياناً بالفقر، وأحياناً بالمشاكل إما مع الزوج أو الوالدين أو الأقارب ...وهكذا.

فإذا علمتِ هذه الحقيقة، فاعلمي أيضاً أن زوجك عاش حياةً مع امرأة اختلى بها وعاشرها حتى أنجب منها، فلا يستطيع أن ينزع هذا الماضي بسرعة، بل ستظل هذه الذكريات عالقةً به؛ لأنه إنسان، ومن هنا يأتي دورك أنت كزوجة، فعليك أن تُنسيه الماضي بتعاملك معه، وبتحملك إياه وتحمل سلبياته، وكلما أحسنت إليه استطعت أن تتملكي زمامه وتتقربي من قلبه، وكلما أسأت إليه ابتعدت عنه.

ثم إن هناك أمراً مهماً، وهو أن زوجك متعصب، وتعصبه كان سبب طلاقه لزوجته الأولى؛ لأنها لم تتحمل تعصبه وانفعاله السريع، وهنا يأتي دورك ما دام هذا خلقه، وهو يصعب التخلص منه سريعاً، فيجب أن تتحمليه، وإلا فسيكون الفراق بينكما.

هناك بعض الإرشادات التي أرجو القيام بها:

1- لا تناقشيه عند ساعة انفعاله وغضبه، بل اسكتي أو اخرجي من الغرفة.

2- تحيني ساعة صفوه وتحدثي معه في الحلم والأناة والصبر، وأنه نصف الإيمان، وأنه لا حياة بلا صبر.

3- تجنبي وبقدر الإمكان الأشياء التي تُثيره وتغضبه.

4- عليك بحسن التعامل، وحسن الخلق، فهذا له أثره الفعال في نفوس الآخرين.

5- املئي قلبك بحسن الصلة بالله، وتوكلي عليه، ولا تقلقي على مستقلبك مع زوجك، فكل الأمور مقدرةٌ من الله، وأكثري من الدعاء أن يقدر لك الله الخير دائماً.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر سارة

    بارك الله فيك

  • مصر هاجر مصطفىنجم

    واللة انا اكثر منك بكثثثثثير ربنا يصبرنا

  • الجزائر ام جيهان

    والله يعينك انشاء الله انا لا يخونني بس يقول كلام و احيانا يظرب و الله احد ما يطيقو! الله يفرج علينا همنا!

  • أمريكا مسلمة

    الصبر المحمود ليس بالاستسلام دون محاولة التغيير. كلمة "يجب" عليك تحمله ليست في محلها، لأن الله لم يوجب على المرأة تحمل سوء عشرة و خلق زوجها، بل هو مستحب ان أمنت على نفسها من الوقوع في معاص أكثر و قدرتها على الصبر الجميل، فلكل طاقته. و ان لم تقدر فلها طلب الطلاق أو الخلع ان هو تعنت و ان أخذ منها مالها بالخلع باطلا فسيرده من حسناته يوم لا ينفع درهم و لا دينار. عندما يبتلينا الله بالمرض ألا نسعى إلى العلاج و ألسنتنا لا تكف عن حمد الله و شكره؟ فلنعالج إذا حياتنا بدل الرضوخ السلبي للخطأ الذي يضر الطرفين معا، الظالم لتماديه في غيه، و المظلوم بسكوته عن الحق كأنه يشجع الظالم على إغراق نفسه في المزيد من الظلم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً