الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف دائم وقلق رغم سلامة الفحوصات.. أريد نصحكم وإرشادكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أكثر من 3 أشهر كنت أحس أن عيني فيها شيء غريب، ولاحظت عليها أعراضا غريبة، وكنت خائفة جداً أن أفقد بصري، ذهبت إلى الطبيب، وقام بفحصها، وقال: إن بها التهابا في ملتحمة العين، وأعطاني العلاج، ومنذ ذلك اليوم وأنا قلقة جدا وأشعر بآلام غريبة فيها.

ذهبت مرة أخرى بعد إنهائي للعلاج، وكنت أقول للدكتور إنني أحس بألم غريب في عيني، وقال: إنه لا يوجد بها شيء جفاف فقط، وكنت أقرأ كثيرا عن أمراض العيون، ولا زلت أحس بألم في عيني، وخفت أن يكون الرأس، وبدأت لدي المخاوف والوسوسة، أصبح قلبي فجأة يدق بسرعة، بدأت أفقد شهيتي (لدي قولون عصبي، ومعدتي مطربة) أصبحت كثيرة الدخول للحمام للإسهال -أعزكم الله- بدأت أقلق، وأصبحت كالجثة الهامدة، اتصلت على دكتورة نفسية، وقالت لي: إنها أعراض قلق وفزع، وأعطتني إرشادات وقالت لي: لا تذهبي لإجراء فحص للرأس، أنت سليمة، وذهبت مرة أخيرة لدكتور للاطمئنان؛ لأنني أحس بألم غريب فيها، قال لي: إن العين سليمة، ولكن اذهبي إلى دكتور أنف وحنجرة، ودكتور الأعصاب، فقلت أجل إن رأسي فيه المرض الخبيث.

وذهبت إلى الدكتور قال لي: ربما شقيقه، ولكن لم أطمئن، ذهبت إلى المنزل، وأنا كالجثة خائفة، فقط أبكي بل مرعوبة من فكرة أنني مصابة بالسرطان، لم يقل لي أحد شيء فقط أنا أدخلت الفكرة إلى قلبي، ذهبت إلى المشفى لعمل تصوير الرأس، والنتيجة سليمة -ولله الحمد- كذلك اختفى ألم عيني -والحمد لله-أيضا كنت أحس أن رأسي فيه شيء، وبعد فترة اختفى، وعدت إلى المنزل، وكنت أعتقد أن كل شيء انتهى بل ابتدى، كنت قلقة بشكل جنوني من أن المستشفى يتصلون لأبي ويخبرونه أن تحاليلي فيها خطأ، كنت أراقب جواله بشكل غريب، عندما يخرج أذهب لمعرفة إلى أين، أقول لربما ذهب ليتفق مع الدكتور على إجراء دخولي المستشفى، استمريت على ذلك لمدة شهر، وبعدها أيقنت أن رأسي الحمد لله لا يوجد به شيء، كنت أقيس وزني دائماً أخاف ينزل وزني ويكون لدي لوكيميا بالدم كان هاجسا بالنسبة لي ورأيت كدمة في رجلي فجن جنوني.

وكنت أراقب البول والبراز -أعزكم الله- فرأيت أن البراز طري جداً، أيضا قلت لربما أنه فعلا لدي مرض بالدم أو بالمعدة أو بالقولون، ذهبت بعدها إلى دكتور نفسي لأستشيره قال: لديك نوع من القلق الشديد، وأعطاني نصائح، وعلاجا اسمه (Delaxin) عدت للمنزل وكنت دائماً أخبر نفسي أنني مؤمنة، فأحسست بألم في العضلات أو العظام، لا أعلم مثل ألم الكدمة يأتي لثواني ويذهب، مرة في يدي ومرة في قدمي، مرة في مؤخرتي، راجعت حالتي أستلقي في السرير خائفة أن لدي لوكيميا، أقول أريد إجراء فحوصات كاملة وشاملة للاطمئنان على صحتي، والدكتور نصحني أن أتوقف عن عمل أي نوع من التحاليل، لا أعلم هل أنا مريضة نفسياً، وهل هي أعراض نفسية أم أنا فعلاً مريضة وأحتاج للعلاج؟ دائماً فكرتي أن أذهب للطبيب واكتشف المرض مبكرا أفضل.

دائماً أقيس حرارتي، خائفة دائما، أصبحت منعزلة عن كل شيء، لا أحب الحديث مع أحد، لا أحب أن أقوم بأي شيء، أصبحت ضعيفة البنية، هزيلة جداً، أتعب بسرعة، وأرهق بسرعة، وأربط هذه الأعراض باللوكيميا، على الرغم من أن ألم عضلاتي أو عظامي لم يأت لي إلا بعد التفكير في الموضوع، لم يكن هذا الشعور يأتيني من قبل لذلك خفت أكثر، أحاول جاهدة أن أقاوم هذا المرض ولم أستطع، يومين ويعود كل شيء على سابقه، أتمنى نصيحتكم لي من القلب، وأعتذر لإزعاجكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الشبكة الإسلامية، أنت وصفت حالتك بكل دقة وإسهاب، وحين نضع المعلومات المتاحة وأفكارك المطروحة مع بعضها البعض يصبح لا يساورنا أي شك في أنك تعانين من حالة نفسية تسمى بقلق المخاوف، ومخاوفك نحو الأمراض والإصابة بها، خاصة الأمراض الخبيثة، حالتك هذه منتشرة جداً فالناس بكل أسف في زماننا هذا افتقدت الأمان من نواحي كثيرة، وكثرة الأمراض وموت الفجأة والمعلومات الطبية المتدفقة وبعضها صحيح ومعظمها خطأ، أيضاً أدخلت الناس في كثير من التوهمات المخاوف.

هذا لا يعني ضعف في شخصيتك أو في إيمانك أو هشاشة في ذاتك، فهذا أمراً موجود وسط الناس -أيتها الفاضلة الكريمة- من أخطر ما يثبت هذه الحالات القلقية الوسواسية هو التنقل بين الأطباء، والإطلاع أو القراءة المكثفة والكثيرة من خلال الإنترنت حول هذه الأمراض، فأنا أنصحك بالتوقف عن القراءة في هذا الموضوع، وأنصحك بالتوقف عن التنقل بين الأطباء، وأنصحك فقط بالذهاب إلى طبيب واحد الطبيب الباطني وقدمي له شكواك وهي أنك خائفة من أنك مصابة بالسرطان، وأنه في الأصل لديك قلق وأننا قد ذكرنا لك أنك لديك قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي، والطبيب سوف يقوم بإجراء الفحوصات العامة المتكاملة، وإن شاء الله تعالى تكون نتائجها رائعة، بعد ذلك يجب أن يكون هنالك تصميم وقرار قاطع أن لا تذهبي إلى أي طبيب وتتركي هذه الوسوسه، بل تحمدي الله كثيراً صباحاً ومساءاً على أن وهب لك نعمة الصحة والعافية، هذا جزء أساسي في العلاج.

الجزء الثاني ألم العين بالفعل مزعج لصاحبه، وكثير من الحالات القلق تبدأ نفس البدايات التي حدثت لك، فالأمر الذي أصابك موجود وأؤكد هذا مرة أخرى، نقطة ثالثة مهمة لعلاج هذا النوع من المراق المرضي وهكذا نسميه في علوم النفس والسلوك، هو أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب أن يلتزم الإنسان بعباداته وعلى رأس الأمر تكون الصلاة في وقتها، والدعاء خاصة أذكار الصباح والمساء، وتلاوة ورد يومي من القرآن، والنقطة الأخرى وهي هامة جداً، هو أن يكون لحياتك هدف والتواصل الاجتماعي المثمر مفيد، ممارسة الرياضة أيضاً جزء من الحياة الصحية، النوم الليلي المبكر، أن يكون لك آمال وطموحات وبرامج مستقبلية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قطعاً في حاجة لعلاج مضاد لقلق المخاوف، وأفضل دواء هو عقار استالبرام، والذي يسمى سبرالكس دواء رائع ومفيد أرجو أن تستشيري طبيبك في تناوله، وأنت تحتاجين إليه لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً