الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب سبب المشاكل في حياتي حتى في نظافتي الشخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
تحية لموقعكم الكريم والقائمين عليه.

أنا شاب أبلغ من العمر 32 عاما، ومنذ عشرين عاما وأنا أعاني من مرض نفسي، وأهلي أهملوا علاجي، ومنذ عامين تقريبا ذهبت للطبيب، وشخص حالتي بالاكتئاب المصحوب بأعراض ذهانية، بالإضافة إلى اضطراب في الشخصية، وكتب لي أدوية كثيرة خلال العامين الماضيين.

حاليا أستخدم فافرين 100 حبة ونصف بعد الغداء، وآبيكسيدون 1 مجم حبة قبل النوم، -والحمد لله- أشعر بتحسن بنسبة 50%، ولكن المشكلة -يا دكتور- أنني لا أستطيع القيام بأي شيء مفيد، أو تعلم أي شيء نافع، لأنني دائما مشوش وذاكرتي ضعيفة، حتى نظافتي الشخصية لا أستطيع الاهتمام بها، ويكون الاغتسال والاستحمام شيئا ثقيلا على قلبي مثل الجبل، مع أني أخرج من المنزل، وأشتري متطلباته، وهذا الشيء النافع الوحيد الذي أفعله في حياتي.

سؤالي لحضرتك: كيف أستطيع القيام بالأعمال المفيدة، والاهتمام بنظافتي الشخصية، دون الإحساس بالضيق والتعب؟ وسؤالي الثاني: هل هذه الجرعات من الأدوية كافية أم أقوم بزيادتها؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعاً كلما استمر المرض النفسي أو الاضطراب النفسي -اكتئاباً كان أو ذهاناً- لفترة طويلة بدون علاج فإنه يترك بصمته على الشخص، وبالذات على أدائه، ولذلك دائماً نحن نوصي بالعلاج المبكر للأمراض النفسية، لأن بهذا نقلل كثيراً من آثار المرض على الشخص ووظائفه، ويمكن أن يعيش الشخص حياة مستقرة ومتوازنة كلما بدأ العلاج مبكراً، وكلما حافظ عليه.

وقد يكون هذا السبب الذي حصل معك، ولكن -الحمد لله- الآن بعد أن تحسنت حالتك الصحية بدرجة كبيرة، وبالذات واضح زوال كثير من الأعراض التي كنت تعاني منها، وما تبقى من مشاكل هي في أدائك لاهتمام بنفسك والنظافة وأداء الأعمال، وكونك فطنت لهذا الشيء، فهذا شيء إيجابي، لأن كثيرا من المرضى النفسيين لا يدركون هذا الشيء، والآخرون هم الذين يشعرون بذلك، قد يكون هذا الباقي من بواقي أعراض الاكتئاب -يا أخي الكريم-.

ولذلك هنا ينصح بزيادة الجرعة، أو قد يكون -كما ذكرت في الأول- هذا من تأثير استمرار المرض، وهنا العلاج يكون علاجا نفسيا سلوكيا معرفيا، ضع لنفسك برامج يومية لتحقيق بعض الأشياء التي لا تستطيع أداءها، مثلاً ضع لنفسك هدفا أنك سوف تقوم بالاستحمام مرتين في الأسبوع، إذا نفذت هذا، فهذا سوف يزيد من ثقتك، وبعد ذلك يمكن أن تزيد من أيام التي تستحم فيها، حتى تصل إلى أن تكون يومية، وكلما أنجزت سوف يخف عنك الضيق، وينشرح صدرك وتزداد الثقة بنفسك، وإن استطعت أن يكون هذا كله تحت إشراف معالج نفسي فقد يكون هذا أفضل، سوف يضع لك جدولا لتحسين أدائك ولتحسين الاهتمام بصحتك، بنظافتك الشخصية، وسوف يقوم بتعليمك الاسترخاء حتى لا تحس بالضيق.

أما بخصوص زيادة الأدوية: فأنا أفضل أن تتابع هذا مع الطبيب الذي أعطاك الأدوية، ولا تفعلها بنفسك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر صاحب الرساله

    جزاكم الله كل خير فضيلة الدكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً