الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الصرع وتشنج الأصابع والأطراف، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 44 سنة، أعاني من الصرع، لكن لا أسقط على الأرض، فعندي تشنج أصابع يدي، وأحس بشلل في أطراف يدي، وتلعثم في النطق مع الآخرين أحياناً، وعصبية في الوجه، وآلام الوجه وعض على الأسنان لاإرادي، ووجع في مقدمة الرأس أحياناً، مع تشتت في الأفكار، وعقلي يعمل ببطء لما تزيد عليّ هذه النوبات.

أعالج منذ سنوات، عند طبيب مختص، أعطاني تيجيرتول400مغ 2 في اليوم، وانافرانيل 25مغ 2 في اليوم، وترانكسان 10مغ 2 في اليوم، ولارغاكتيل.

كنت أتناول 15 قطرة صبحاً و15 مساءً، وقام طبيب بخفض القطرات 5 قطرات صباحاً و5 مساءً، ولاروكسيل 25 حبة في الليل.

إني لم أفهم جيداً من الطبيب، وبالنسبة لريفوتريل! هل هو أحسن من ترانكاسان يساعد تيجريتول في هذا مرض الصرع، إذ كان عندي اكتئاب وقلق من قبل، ونوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تونسي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، أخي الكريم، وأسأل الله تعالى أن يجعلك من الصابرين على هذا الابتلاء، وأنت مأجور عند الله.

أنت -الحمد لله تعالى- متفهم لحالتك بصورة جيدة، وهذا في حد ذاته يساعد في العلاج، المبدأ الأول هو ضرورة المتابعة مع طبيبك، هذا مهم جداً، وأنا ألاحظ أن جرعات الأدوية خاصة التجرادول تعتبر جرعة جيدة ما دمت لا تحتاج لعلاج آخر مضاد للصرع، مثل الدباكين أو الكبرا، فهذا دليل قاطع أن النوبات التي تأتيك أو التشنجات الصرعية من النوع البسيط والخفيف.

أهم شيء أن تتابع مع طبيب الأعصاب، هذا مهم جداً، ولا بد أن تقوم بإجراء تخطيط للدماغ مرة واحدة على الأقل في السنة، هذا من أجل المتابعة وتخطيط الدماغ من الفحوصات المتوفرة وأحسب أن الجزائر بها خدمات طبية جيدة.

أخي، بالنسبة المكون النفسي الذي تحدثت عنه، وهو تشتت الأفكار وعدم الارتياح والقلق، وربما شيء من المزاجية والاكتئاب البسيط، هذا كثيراً ما يكون مصاحباً لحالات مرض الصرع خاصة حين يتعدى الإنسان الأربعين من العمر، وتناول مضادات الاكتئاب أمر طيب ومشروع في مثل هذه الحالات.

أنت تتناول الأنفرانيل والتراكستان، وكذلك لارجيكتيل قطعاً هذه الأدوية لا بد أن يكون الطبيب قد رأى أنها مناسبة معك، لكن مع احترامي الشديد قطعاً لرأي الأخ الطبيب المعالج في أدوية قديمة نسبياً، ربما إذا بدلها الطبيب لبعض محسنات المزاج الحديثة -وهي كثيرة جداً- وأعرف أنها موجودة في الجزائر، هذا ربما يكون أفضل، أخي الكريم.

هنالك أدوية تحسن المزاج بصورة فاعلة، تحسن النوم، تساعدك في زوال القلق والتوتر.

بالنسبة لعقار الفاليوم -أخي الكريم- أو الريبوتريل نعم هذه الأدوية تستعمل لكنها أدوية تعودية لدرجة كبيرة، وهي تعتبر أدوية أسعافية لعلاج الصرع، وليس هي أدوية الاستمرارية، نعم الريبوتريل قد يكون دواء للاستمرار في التناول من أجل علاج بعض أنواع الصرع، لكنها أنواع من الصرع شديدة ومطبقة، وأنا لا أعتقد أن حالتك لم تصل لهذه المرحلة.

أخي الكريم، أتمنى أن تكون قد استفدت مما ذكرته لك، وتلخيصاً للأمر راجع طبيبك طبيب الأعصاب مرة على الأقل كل 6 أشهر، وأيضاً مراجعة الطبيب النفسي أو نفس الطبيب الذي كتب لك هذه الأدوية، وهي الأنفرانيل والتراكستان ولارجيكتيل أنا متأكد أنه سوف يقوم بإعادة النظر فيها وتعديلها ليعطيك أحد محسنات المزاج الجيدة وقليلة الآثار الجانبية والفاعلة.

أما من ناحية نمط حياتك -أخي الكريم- هذا إرشاد مهم جداً فيجب أن يكون إيجابياً، لا تتعامل مع نفسك أنك شخص معاق أنت لست معاقاً، يجب أن تعيش الحياة بكل قوة في جميع مجالاتها، المجال الأسري، مجال العمل، المجال الاجتماعي، مجال العبادة، أن تقرأ أن تتطلع أن تمارس رياضة مثل رياضة المشي، هذه -يا أخي الكريم- أسس علاجية مهمة جداً لتحسين المزاج، وتساعد الإنسان أن يعيش حياة نفسية إيجابية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً