الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس شديد وأصبحت أفضل الوحدة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 20 سنة، لدي شيء منذ الصغر أني أتخيل مواقف حصلت مع غيري كأنها حصلت معي، وأبدأ أعمل قصة من خيالي بأني شخصية قوية، وأعمل أحداث، علما بأني واعٍ بأن الأحداث من خيالي.

ومنذ فترة حوالي سنة أصبت بوسواس شديد، ومعاناة كبيرة، كرهت حياتي، صرت أتجنب الناس وأهلي، وأفضل الوحدة، وأصبح يحدث معي شيء غريب! أصبحت أرى الدنيا وكأني في حلم أو كأني غير واعي، لكن حالتي لا تطول، فكرت بالانتحار كثيرا، لكن لا أريد أن أتعذب دنيا وآخرة وأموت بسوء خاتمة.

هل من الممكن أن أتعالج وأرجع طبيعي؟
أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Md حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي استغربتُ وتعجبتُ له بالفعل هو أنك تفكّر في الانتحار، أو فكّرتَ فيه كثيرًا، هذا أمر عجيب وغريب، شاب مسلم مثل شخصك الكريم يُضحي بنفسه وبحياته ويذهب إلى مآلٍ سيء، ويُدخل على أهله الحزن والألم والأسى من أجل هذه الوساوس؟!

لا – أيها الفاضل الكريم – أنت أفضل من ذلك، وأنا أقول لك أن الذي بك كله وسواس، وساوسك هي وساوس فكرية، وليست وساوس أفعال، والوساوس الفكرية أبشّرك بأن علاجها أسهل كثيرًا.

لديك أيضًا حالة قلق، والقلق مُصاحب للوساوس. مشاعرك أنك ترى الدنيا كأنها حلم؟ هذا يُسمى باضطراب الأنّية، وهو جزء من القلق النفسي المصاحب للوسواس.

الوسواس يُعالج من خلال تحقيره، عدم الالتفات إليه، واستبداله بفكرٍ وأفعالٍ إيجابية، وأن تُحسن إدارة وقتك، وذلك من خلال التخلص من الفراغ، وهذا يؤدي إلى انصراف الإنسان إلى ما هو أفضل.

ممارسة الرياضة أو أي نوع من التمارين الاسترخائية أيضًا أمرٌ مطلوب، وأنا أحبِّذ أنه إن كان بالإمكان أن تذهب للطبيب، لأنك تحتاج إلى علاج دوائي.

عقار مثل (زولفت) والذي يُسمى علميًا (سيرترالين) سيكون مثاليًا جدًّا في علاجك، علاج رائع، علاج سليم، والجرعة في حالتك هي: أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين يوميًا، تناولها ليلاً، وجرعة المائة مليجرام – أي حبتين – هي الجرعة المناسبة لحالتك، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقل للجرعة الوقائية، وهي حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول العلاج.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا Md

    الله يجزاك الف خير ربي يسعدك دنيا واخرة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً