الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجب بي شاب، هل أرد على طلبات الإعجاب أم أتجاهلها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أحاول أن ألتزم بديني وأخلاقي في كافة معلوماتي اليومية، وموقعكم هذا بما يحتويه من نصائح ثمينة يعتبر مرجعًا مهمًّا لي، وإن كانت هذه أول مرة أراسلكم فيها وأبتغي في ذلك ردًا يُوجهني لجادة الصواب.

في الواقع أنا طالبة جامعية، وعلاقاتي مع زملائي الشباب الذين يدرسون معي محدودة جدًّا ضمن إطار السؤال عند الحاجة في مجال الدراسة لا غير، كما أني لا أعترف بطلبات الإعجاب المعدودة التي صادفتني ضمن مشواري، وأعتبرها تلاعبًا بالمشاعر ولهوًا.

لذا أعتمد مبدأ التجاهل التام تجاهها، لكني - وهذا هو عامي الثالث في كليتي - واجهت موقفًا شوش عليَّ قليلاً، حيث أعرب أحد الشباب ممَّن يدرسون معي عن إعجابه بي، مع أني لا أعرفه من قبل، ولم يسبق أن تحدثتُ معه أبداً، وراسلني عن طريق الفيسبوك، وطلب مني قبوله ضمن قائمة أصدقائي ليصارحني بما لا يقوى على قوله في وجهي، وطبعًا اتبعت سلاحي المعتاد وتجاهلت ذلك، وإلى هنا تحكمت في الوضع كما اعتدت سابقًا، لكنه استمر في مراسلتي رغم انتقاله لمدينة أخرى بعيدة!

من خلال ما لاحظت رأيته شخصًا محترمًا وواعيًا، وهذا لُبُّ الموضوع، هل أتجاهله كالمعتاد أم أبعث له برسالة موجزة أرفض فيها طلبه بأدب؟ إذ شعرت أن من واجبي ذلك بعد أن تبين لي أنه يرى في سكوتي خجلًا وعلامة رضا، ولاحظت أنه بعد تعلقه بي أعاد تنظيم أولوياته في الحياة، وكما فهمت أني من ضمنها، والله أعلم.

بماذا تشيرون علي في هذا الصدد؟ وأنا التي أرى أن والديً هما الأجدر في اختيار شريك حياتي، وأنا علي أن أشغل وقتي بدراستي وديني.

أعتذر عن الإطالة في الطرح، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتي الكريمة - في إسلام ويب، ورداً على استشارتك أنصحك بالاهتمام بالتحصيل العلمي، وإكمال دراستك الجامعية، ومن ثم الانتقال للدراسات العليا، واجعلي همتك عالية، فالأُمَّة بحاجة إليك، ولا تشغلي نفسك في هذه المرحلة بالزواج، ولا تشتتي عقلك، فأنت لا زلت في عمر الزهور، ولا داعي للرد على ذلك الشاب مهما رأيت فيه من الصفات، فالرد عليه سيفتح عليك باب شر كبير، وقد يدخلك في معصية الله تعالى، وإن ظننت أنه انقدح في نفسه رضاك نظراً لسكوتك فذاك شأنه هو.

لعلك تدركين - أيتها الكريمة - أن الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، فإن كان هذا الشاب من نصيبك فلن يفوتك أبدًا وسيأتي ليطرق باب أهلك بنفسه، وإن كان ليس من نصيبك فسيصرفه الله عنك، فكوني على يقين أن الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً