الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغيرة الشديدة، فكيف السبيل للخلاص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن اشكركم على كل ما تقدمونه، وجزاكم الله خير الجزاء.

أنا سيدة في بداية العشرينات من العمر، على قدر من الجمال، ومتزوجة من رجل متفهم، ويحبني بما أنا عليه، محافظة على صلاتي وديني، وملتزمة بالحجاب -ولله الحمد-، أعاني من الغيرة التي أتعبتني،
فكلما رأيت فتاة أجمل مني، وخاصة من قريباتي الفتيات أشعر بالغيرة الشديدة، وأتمنى أن أكون أجمل من ما أنا عليه الآن، وأقول: ربما أعطاها الله جمال الشكل، ولكن من ناحية جمال النفس والقلب فأنا أجمل منها، لكن وساوس الشيطان تقول لي: أنني أقل منهن جمالاً، لذلك سيحبهم الناس أكثر مني، ولو رآهن زوجي سيقول أنهن أجمل مني في الشكل، فجمال المظهر مهم عند الكثير من الرجال خاصة عند اختيار الزوجة.

ودائماً أفكر بأنه قد يكون زوجي فقط هو الذي يراني جميلة، فلو رآني غيره من الرجال لرفضوا شكلي، وكلما شعرت بالغيرة أقول: ربما أعطى الله هذه الفتاة شيئاً، وأخذ منها شيئاً أخر، وأظل على هذا المنوال طوال اليوم، وأشعر بتحسن عند التفكير بهذه الطريقة، ولكن سرعان ما تعود لي الغيرة في اليوم التالي، وكلما وجدت نفسي ضائقة أحاول التقرب إلى الله، وأذكر نفسي أن الدنيا فانية، وأن الجنة هي دار البقاء.

لا أعلم ما الذي يصيبني ولا يجعلني ألتفت لكل النعم التي أنعم الله بها علي؟ فأنا -والحمد لله- أعيش أفضل حياة زوجية ومادية، لكن تكاد هذه المشكلة تقتل حياتي، وتوصلني في أغلب المرات إلى حد البكاء، ولا أستطيع نسيان هذا الموضوع يوماً واحداً.

علماً بانني لم أكن هكذا من قبل، كنت أواجه مشكلة أخرى -وبفضل من الله- حُلت، ولكن نفسي والشيطان يحبون إيجاد مشكلة أخرى، لتجعلني أفكر وأنهار كلما حُلت المشكلة السابقة، أرجو مساعدتي بما يقنعني أن جمال الشكل ليس كل شيء.

جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكركم على تواصلكم، ونحمد الله على كونكِ متدينة، ومستقرة في حياتكِ الزوجية، وما تشكين منه أمر يسير وسهل، ولكن آمل أن تاخذي بنصحنا وذلك بالآتي:

_ الفراغ له دور فاعل في الأفكار السلبية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، رواه البخاري برقم:6412، فعليكِ إشغال هذا الفراغ بكل نافع ومفيد، من الذكر، وقراءة القرآن والكتب النافعة، ومساعدة الآخرين.

_ الجمال الذي عليه النساء أمر نسبي، فما ترين من النساء أجمل منكِ قد لا يكون كذلك، وما ترين أنهن أقل جمالا منكِ قد يكن في نظر الآخرين أجمل منكِ، فينبغي أن تعلمي أن هذا الجمال إنما هو بقضاء وقدر، ويجب التسليم لذلك دون اعتراض، وبما أن الله قد حباكِ بكونكِ ِجميلة، فاحمدي الله على ذلك، وما تمتازين به من التدين وحسن الخلق هو " جمال الروح"، وهذا ما تفتقده كثير من النساء، فلا داع للقلق.

_ لعل ما تعانين منه مما جاء في طلب الاستشارة هو نوع من الوسوسة الشيطانية، وأنت قد أدركتِ ذلك، ولهذا دفعت هذه الوسوسة، وتنسين في اليوم الأول، ثم تعودين في اليوم التالي، والذي ننصح به عندما يطرأ عليك ِهذا الهاجس:

* الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

* ترك الاسترسال في الأمر، وترك التجاوب معه؛ لأن التمادي معه يجعله يدمر حياتكِ، ويزيد تفكيركِ بالمزيد من الأفكار الخاطئة التي لا تنتهي.

* قولي آمنت بالله ورسوله، فهذا من تمام الرضا بالقضاء والقدر.

* كثرة الدعاء أن يذهب عنكِ ما تجدين، فقولي: "اللهم اصرف عني شر الشيطان وشركه، وأذهب عني غيرتي من النساء".

نسأل الله تعالى أن يسعدكِ في الدنيا والآخرة، وأن يبعد عنكِ شر الشيطان وشركه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً