الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس الشيطانية والاكتئاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم على هذا الموقع الممتاز.

كنت في المدرسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية متفوقا، وعندما دخلت الجامعة، أصبحت لا أهتم بدراستي، إلى أن تخرجت بمعدل مقبول، مع العلم أنني أحب العلم، وأريد أن أطور نفسي في مجالي، وهو الحاسب الآلي، ولكن هنا في ليبيا لا توجد فرص، وأريد أن أكمل دراستي بالخارج، ولكن معدلي لا يسمح، فأنا أعاني منه، فأصبت بالاكتئاب والحزن، وأحياناً تأتيني أفكار ووساوس في شتم الذات الإلهية، وأريد حكم الشرع فيها، وكيف أتوب إذا نطقت بها؟ مع أنني أريد التخلص من هذه الوساوس، ووساوس كثيرة، منها أنني أفكر في إخوتي الخمسة عشر، منهم تسع بنات، أقول ماذا لو أن البنات لم يتزوجن؟ وخاصة في هذا الزمن الصعب.

أنقذوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالفشل يزيد الفشل، والخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وعليه فقد سيطرت هذه المشاعر السلبية على وجدانك، مما جعلك تفقد الثقة في مقدراتك.

الحل بسيطٌ إن شاء الله، وما دمت أنت أصلاً كنت متفوق في المراحل الدراسية الأولى فهذا يعني أن لديك أسس صحيحة يمكن البناء عليها، وما الإخفاق الذي حدث لك إلا أمرٌ ظرفي ومؤقت، ويمكن تصحيحه؛ بأن تعيد الثقة في نفسك، وتعرف أن لديك مقدرات كامنة لابد أن تستغلها الاستغلال الصحيح، وسأصف لك بعض الأدوية العلاجية في نهاية هذه الاستشارة، والتي سوف تساعدك كثيراً إن شاء الله في التخلص من الحالة الاكتئابية التي نشأت إليك.

بالنسبة للدراسة، أنصحك أن تجلس للامتحانات مرةً أخرى، وإذا لم تجد فرص في ليبيا فلماذا لا تبحث عن فرص في بلدان أخرى، مثل مصر .

الأفكار المتعلقة بالذات الإلهية ما هي إلا أفكار وسواسية متسلطة، تؤمن أنت بسخفها، ولكنك لا تستطيع التخلص منها، وقد أفتى العلماء والمشايخ جزاهم الله خيراً بأن الفكرة الوسواسية أو الفعل القهري لا يأثم صاحبه إن شاء الله، فأرجو أن تطمئن من هذا الجانب، كما أن هذه الأفكار لا تدل إن شاء الله على ضعف الشخصية أو قلة الإيمان، كما أنه لا دخل للشيطان بها، فهي نتيجةً لاضطراب كيمائي يتعلق بمادةٍ في المخ تعرف باسم سيروتينين، وعليه يا أخي أهم وسيلة لعلاج هذه الوساوس هو مقاومتها وتحقيرها، واستبدال الفكرة الوسواسية بفكرةٍ مضادة، كما أنه وبفضل من الله تعالى توجد الآن أدوية فعالة لعلاج الوساوس، ومن أفضل هذه الأدوية العقار المعروف باسم Faverin وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل، ثم ترفع هذه الجرعة بواقع 50 ملجرام كل أسبوع، حتى تصل إلى 300 ملجرام يومياً، يمكن أن تأخذها بواقع حبة ثلاثة مرات في اليوم، ومدة العلاج هي ستة أشهر، تخفض بعدها الدواء إلى 100 ملجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عنه.

هنالك أدويةٌ بديلة مثل: بروزاك، وزيروكسات، كما أن هنالك دواء قديم يعرف باسم أنافرانيل يُساعد في علاج الوساوس القهرية أيضاً، لكن هذا الدواء كثير الآثار الجانبية، وهذه الأدوية بجانب علاج الوساوس تساعد في علاج الاكتئاب المصاحب .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً