الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من آثار حب الشباب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب طب بشري, في السنة الثانية من سوريا, عندي 3 أسئلة, وجزاكم الله كل خير.

1- أعاني منذ 5 سنين من حب الشباب, وبالأحرى من آثار حب الشباب -أكيد مثلي مثل كل الناس الذين يظهر الحب في وجوههم بهذه الفترة- ولكن المشكلة أن الحبة تظهر ثم تترك أثرا أحمر! أرجو الأخذ بعين الاعتبار أنها نقطة حمراء, وليست حفرا.

وجهي الآن -الحمد لله- مقبول, ولكن أعاني من تلك النقط الحمراء, وهي تزعجني حقا, فهل يوجد عندكم كريم موضعي يمكنني شراؤه من الصيدلية, ويكون مفيدا لهذه الحالة, دون الرجوع إلى الطبيب؟

2-لا أعرف هل هي مشكلة أم لا؛ أشعر أنني بعد مجهود عضلي قليل أتنفس بشدة قليلا, بالرغم أنه مجهود خفيف, وأرتاح في التنفس من فمي أكثر في حالة المجهود العضلي.

3- سؤالي الثالث ليس سؤالا بمعنى الكلمة إنما أريد نصيحة من أطبائنا الكرام.

أنا طالب طب والحمد لله, منذ أن بدأت دراستي في الطب أخلصت نيتي لله, أريد أن أصبح طبيبا متميزا, أنفع أمة محمد صلى الله عليه وسلم, ولكني لا أشعر بذلك في الجامعة, وأريد معرفة أمور إضافية لأفعلها خارج الجامعة, وأزيد بها من مهارتي الطبية, حتى لو كان الوقت مبكرا عليها, هل يمكن للإنترنت أن يفيدني في ذلك؟

وأخيراً: هل يمكن أن أبدأ من الآن وأخطط لاختصاصي, وبأي بلد سوف أختص إن شاء الله تعالى، أم أنه كلام مبكر؟

جزاكم الله كل خير, وجعله في ميزان أعمالكم يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ammar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بشرة الإخوة في الشام بها حمرة, وتتأثر بأشعة الشمس كثيرا, وهذا يؤدي بالإضافة إلى آثار حب الشباب إلى أن تكون بقعا حمراء ( hyperkeratinizations) أي زيادة نسبة الكيراتين, والخلايا الجافة والميتة في البشرة؛ مما يؤدي إلى ظهور البقع في الوجه, وهذه البشرة عموما حساسة أيضا للمركبات الكيميائية, وقد تؤدي إلى الحروق أكثر مما تؤدي إلى الشفاء.

وبالتالي يمكنك أولا استعمال صابون زيت الزيتون (الصابون النابلسي) أو صابون (nitruogena) نيتروجينا المتواجد في المجمعات والصيدليات, مع أو بعد كمادات الماء الساخن على بشرة الوجه لعدة مرات في اليوم, ثم عمل قناع أو ماسك من خليط مكون من عسل السدر, مع خميرة الخبيز, مع عصير الليمون غير المخفف, يوضع القناع على الوجه مرة أو مرتين في اليوم, وسوف يؤدي إلى نتيجة طيبة إن شاء الله, دون الحاجة إلى مواد كيمائية, مع التعود على وضع واقي الشمس في أشهر الصيف في الصباح قبل الخروج من المنزل.

الرغبة في التنفس من الفم ربما لها علاقة بحساسية الجيوب الأنفية, وعدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الرئتين يؤدي إلى الشعور بضيق التنفس, ويمكنك استنشاق الماء المالح؛ لأنه يؤدي إلى خفض حجم الخلايا في الغشاء المخاطي المبطن للأنف, مع استعمال حبوب مضاد الهستامين قبل النوم.

وعليك بعمل صورة دم, وفي حالة وجود أنيميا يمكنك أخذ الفيتامينات المناسبة, مع ممارسة الرياضة, وأهمها المشي في البداية, حتى تتحسن اللياقة البدنية بالتدريج, ثم بعد ذلك يمكن ممارسة الجري, ولعب الكرة, وهذا سوف يقوي عضلة القلب, ويحسن سعة الرئتين (Vital capacity).

بخصوص السؤال الثالث: ندعو الله أن يوفقك لما فيه الخير, ويجعلك ذخرا لأسرتك, ولأمة النبي صلى الله عليه وسلم, وأنا أعلم أن دراسة الطب في سوريا الحبيبة -فك الله أزمتها, وأصلح شأن أهلها إلى طريق الحق والصلاح- باللغة العربية, ورغم عراقة اللغة العربية وثرائها؛ إلا أن كل المصطلحات العلمية, والعقاقير كلها باللغة الإنجليزية, وأنصحك بالاعتماد على نفسك كثيرا بقراءة الموضوعات العلمية بالعربية, كما هو الأسلوب المتبع, وباللغة الإنجليزية في نفس الوقت؛ حتى لا تفاجأ أثناء الدراسات العليا, أو عند الذهاب إلى العمل خارج سوريا؛ بالفجوة الكبيرة في دراستك الطب باللغة العربية, وما هو مطلوب منك دراسته وتعلمه والعمل به باللغة الإنجليزية.

وفي المواقع, ومحركات البحث في جوجل, وغيرها الكثير من المحاضرات بنظام الـ (powerpoint) وهناك الكثير من المجلات العلمية, والموضوعات والأبحاث يمكنك الاطلاع عليها, والغرف من معينها, وسوف يحسن ذلك من لغتك, ويجعلك (up to dates) كما يقولون.

التخطيط للتخصص من الآن لا يهم, المهم أن تجد في نفسك رغبة أولا في دراسة فرع من الفروع, ومع التعمق ستجد التخصص الذي يميل إليه قلبك, وتحترفه إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
وتليها إجابة الدكتور محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض لفترات طويلة, وربما سنوات عديدة, ويختلف نوع الإصابة (حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها) من شخص لآخر, وكذلك شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض (هل هو محدد في الوجه أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر؟) تختلف من شخص إلى آخر، ويختلف العلاج بصورةٍ كبيرةٍ على حسب نوع الإصابة وشدتها, ودرجة انتشارها, وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندبا؟

العلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا, وتحت الإشراف الطبي, ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب, ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى, وأهمية العلاج الفعال يكمن في المحافظة على الوجه من آثار حب الشباب المتعددة, من ندب, واختلاف في الصبغيات, أو احمرار بعد التئام الحبوب مثل مشكلتك وغيرها.

وأتصور من خلال استشارتك أن المشكلة -والحمد لله- محددة بالوجه، وفي صورة حبوب ملتهبة, وقد تمت السيطرة عليها علاجيا, أو تحسنت بشكل تلقائي, ولكنها تركت لونا أحمر مكان الحبوب, وليس ندبا, وذلك شيء جيد, والحمد لله.

من أهم عناصر علاج مشكلتك هي تجنب التعرض للشمس قدر المستطاع, وارتداء أو استعمال واق من الشمس مناسب لبشرتك صباحا يوميا, بشكل مستمر لبعض الوقت, ثم من الممكن استعماله عند اللزوم بعد ذلك, وأنصحك باستخدام غسول الـ (Clenance or Normderm or effaclar gel) مرتين يوميا, مرة صباحا, ومرة مساء.

بعد غسيل الوجه في الصباح لابد من استخدام واق من الشمس مناسب لنوع بشرتك, بمعامل وقاية على الأقل 30+, مثل (nthelios gel-cream 50+ or Avene for acne prone skin) كما ذكرت سابقا, وإذا كانت هناك حبوب ملتهبة في الوقت الحالي يمكن استعمال ( Zineryt lotion) مرتين يوميا لمدة شهر, وتوجد علاجات أخرى كثيرة موضعية, وتتناول عن طريق الفم, ويكون وصفها حسب تقييم الطبيب المعالج, بعد شرح المحاذير والمعلومات الخاصة بكل عقار.

أنصحك أن تقوم بمراجعة طبيب أمراض الجلدية لتقييم الحالة إكلينيكيا بشكل جيد, وربما لوصف كريم مسائي لتنظيم تقرن الجلد, وللوقاية من عودة الحبوب مرة أخرى.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً