الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب ومن ضربات القلب السريعة، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ..

لدي مشكلة، أعتبرها كبيرة جداً، فقد أعاقتني عن التقدم في الكثير من نواحي حياتي، وذلك منذ الطفولة، ألا وهي: -الرهاب- تزايد ضربات القلب في الكثير من المواقف، مما يؤدي إلى قلة تركيزي، وعدم قدرتي على الكلام، وهروبي من أي موجهة كإمامة المصلين، أو إلقاء خطبة أو التحدث في المجالس أو المشاركة في اجتماعات العمل أو الأسرة....الخ

الآن أحاول التغلب على هذه المشكلة، ولكنني بحاجة ماسة لعلاج دوائي، يساعدني -بعد الله سبحانه وتعالى- على التخلص من هذه الأعراض المزعجة، ولكنني لا أحبذ الذهاب إلى طبيب, هل يوجد هناك عقار طبي يمكن الحصول عليه من الصيدلية، دون الرجوع إلى طبيب؟

أفيدوني، ولكم خالص الشكر والامتنان والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفق معك على أن قلق المخاوف خاصة الرهاب يؤدي إلى أعراض جسدية كثيرة، من أهمها تسارع ضربات القلب، وضعف التركيز، والهروب من المواقف.

أخي: استناداً إلى القاعدة الطبية الرصينة لا بد أن تذهب إلى الطبيب، وليس من الضروري أن يكون طبيباً نفسياً، اذهب إلى طبيب الأسرة -الطبيب الباطني- لإجراء فحوصات عامة، في مثل عمرك الفحوصات مطلوبة جداً.

أيضاً يجب أن تتأكد من مستوى الدم لديك، ومستوى الغدة الدرقية، ووظائف الكلى والكبد، هذه الفحوصات ضرورية، وحبذا لو قمت بتخطيط للقلب، وبإذن الله تعالى كلها سوف تكون سليمة، لكن هذه البداية ضرورية، ومهمة جداً، قبل أن تشرع بأي علاج دوائي.

المخاوف تعالج من خلال التحقير، والتحقير أمر سهل إذا تفهم الإنسان طبيعية علته، فالخوف والقلق والتوتر هي أعراض سخيفة لا داعي لها، الإنسان يجب أن يحاور نفسه، ما الذي يجعلني أخاف وأرهب، لست بأقل من الناس، إذن إجراء حوار على هذه الشاكلة يجعل الإنسان يكتسب بصيرة أفضل في طبيعية أعراضه، ومن ثم يبدأ في تحقيرها، ويكثر من المواجهات.

أخي الفاضل: احذر التجنب أرجو أن لا يجعلك الخوف تجنبياً، كن مواجهاً، وهذا سيؤدي إلى ما يسمى بالتحصين التدريجي، وهو تحصين ضد الخوف، ويؤدي إلى الشعور بالراحة والاسترخاء.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنت محتاج لعقار سيرترالين، وهذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً زولفت (Zoloft ) وأيضاً اسمه لسترال Lustral، وربما له مسمى آخر في الأردن، وجرعته تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام، يتم تناولها ليلا، تستمر عليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة ليلا، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة حبتين ليلا أي 100 مليجرام، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، تستمر عليها لمدة 4 أشهر ثم خفضها لحبة واحدة ليلا لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو العلاج الأساسي، وهو علاج فاعل ومتميز، في علاج الخوف والقلق والرهاب الاجتماعي على وجه الخصوص، كما أنه محسن للمزاج، وله آثار جانبية بسيطة حيث إنه قد يؤدي لزيادة شهية الطعام لدى بعض الناس.

لذا فإن ممارسة التمارين الرياضية والتحكم في الأطعمة يعتبر أمراً مهما، كما أن الدواء يؤدي إلى تأخر القذف المنوي عند الجماع أحياناً عند بعض الرجال، وهذا قد يحدث وقد لا يحدث، وبعض الرجال يشتكون من ضعف جنسي بسيط، لكن هذا الأمر ليس حتمياً، وليس من الضروري أن يشغل الإنسان به نفسه أبداً؛ لأن الانشغال به يزيد من هذه العلة.

يوجد دواء آخر يسمى (اندرال)، واسمه العلمي (بروبوناول) هذا الدواء يتم استعماله مع (السرترلاين) بشرط أن تكون تعاني من الربو، ويجب أن يكون تخطيط القلب سليماً، و(الاندرال) يتم تناوله بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساءً لمدة 3 أشهر، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.

أخي الكريم هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هيثم

    جزاك الله خيرااا اخي

  • العراق احمد

    اخي كلام الدكتور رائع لكن انت تحتاج الى دكتور نفسي لكي يعطي لك الدواء المناسب و يستمر في مراقبة حالتك و يجب ان تجري تخطيط للقلب فهوه ضروري

  • مجهول عادل فضل الصبيحي

    وانااعني كذالك من ضربات سريعه وخفقان وقت العمل وللمجتمع آت مناذو سنه وعمري 20 اوصفلي الله يعطيك العافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً