الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتلعثم حين التحدث في الصف فهل سيفيدني العلاج؟

السؤال

الدكتور الفاضل: أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، ليس بصورة كبيرة، أنا لا أنكر أني هادئة، وليس لي علاقات اجتماعية كثيرة، إلا أني سعيدة بحالي، مشكلتي تحدث في الصف, فإذا طلب مني أستاذ أن أتحدث في موضوع معين أمام الصف أشعر بخوف ورهبة، ولا أستطيع التحدث، وقلبي ينبض بسرعة، وهذا سبب لي حرجاً كبيراً.

بحثت في موقعكم عن حلول وجربتها، مثل التخيل وغيرها، ولكن دون فائدة، فقررت تجربة الدواء، بحثت عن الزولفت وغيره من الأدوية التي تنصح بها, وأنا أسكن في العراق ولم أجد غير (سيتابرام)20 ملغم وأندرال، فهل (سيتابرام) يفيد إذا تحدثت أمام زملائي؟ وهل إذا شربت أندرال مع سيتابرام لن تحدث مشكلة؟

أرجوك يا دكتور أن تقول لي: كيف آخذ الدواء؟ وأنا لا أحب أن آخذه بصورة يومية، وأريد أن آخذه في اليوم الذي يطلب فيه مني التحدث أمام الصف، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وإن شاء الله تعالى مشكلتك بسيطة جدًّا، أنت لديك ما يسمى بقلق الأداء ذو الطابع الاجتماعي، بمعنى أن المواجهات التي تتطلب منك استعدادًا وأداءً معينًا تؤدي إلى شعورك بشيء من المخاوف مع التغيرات النفسوجسدية والفسيولوجية التي تتمثل في الشعور بالرهبة وتسارع في ضربات القلب، والشعور بأنه يوجد تلعثم، وفي حقيقة الأمر أنه لا يوجد أي تلعثم.

الخلفية العلمية لهذا الأمر أن الإنسان حين يواجه لابد أن يكون الجسد على درجة عالية من الاستعداد، وبصورة تلقائية، ومن خلال الجهاز العصبي اللاإرادي تُفرز بعض المواد على رأسها مادة الأدرينالين التي ترفع من درجة التحفز واليقظة والاستعداد عند الإنسان، لأن الإنسان حين يواجه أمرًا غريبًا إما أن يهرب من هذا الأمر، أو يقاتل كما يقولون، يعني إذا واجه أسدًا إما أن يهرب منه أو يقتله، هذا مجرد تشبيه لتقريب الصورة.

حالتك بصفة عامة بسيطة جدًّا، أرجو أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأكثري من العلاج التعريضي، أي أن تعرضي نفسك للمواقف التي تحسين فيها بالخوف ولا تتجنبيها، هذا التعرض المستمر يؤدي إلى ما يعرف بالتحصين التدريجي، والتحصين التدريجي ينتج عنه - إن شاء الله تعالى – التعود والتواؤم التام، وهذا ينتهي بزوال القلق، وقبل أن تذهبي مثلاً لتقديم عرض أو مناقشة موضوع معين أمام الأساتذة أو الطلاب كوني جيدة الاستعداد، وعيشي سيناريو العرض في مخيلتك، اجلسي مع نفسك وتصوري أنك تقدمين هذا العرض، هذا أيضًا نوع من التعريض الجيد جدًّا.

يجب أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هي ذات قيمة وفائدة كبيرة جدًّا، واستشارة إسلام ويب (2136015) بهذا الخصوص واضحة ومفيدة، فأرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما ورد بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الإستالوبرام دواء رائع جدًّا وممتاز جدًّا ومفيد جدًّا لعلاج القلق والتوتر والمخاوف بصفة عامة، وأعتقد أنك تحتاجين لجرعة صغيرة، تناولي عشرة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا – تناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم إلى نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال فهو مطلوب ومفيد وجيد، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

حقيقة أنا نصحتك بتناول الدواء بصورة منتظمة ولمدة محددة بالرغم من قولك أنك تودين فقط استعمال الدواء عند اللزوم. استعمال الدواء عند اللزوم ليست قاعدة طبية جيدة، نعم الدواء يفيد، لكن من الأفضل للإنسان أن ينتهي من كورس أو مدة علاجية بسيطة يُجرب فيها تحسّنه، لأن هذه سوف تكون قاعدة جوهرية تعطي الإنسان الثقة في نفسه، وبعد ذلك ينطلق الإنسان بسهولة شديدة جدًّا.

ودواء مثل الإستالوبرام لا ننصح أبدًا بتناوله عند اللزوم، لأن هذا الدواء يعمل من خلال البناء الكيميائي، وتناوله بصفة متقطعة قد يؤدي إلى آثار انسحابية وارتدادات سلبية تؤثر على الموصلات العصبية، فلا أنصحك بذلك أبدًا كدواء يستعمل عند الحاجة.

أما بالنسبة للإندرال فلا مانع أبدًا من أن يستعمل عند الحاجة، وأقول لك: بعد أن تنتهي من فترة العلاج التي تحدثنا عنها، لا مانع أبدًا من أن تتناولي الإندرال بجرعة عشرين مليجرامًا قبل زمن العرض أو المواجهة أيًّا كان نوعها.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً