الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السيروكسات وعلاقته بالحموضة.

السؤال

السلام عليكم..


دكتورنا الفاضل: أسعد الله صباحك ومساءك بالخيرات، وجعل الله مساعدتك لي في ميزان أعمالك، وأسعدك في الدارين.

أنا متزوج ولدي طفلان، وعمري 32 سنة، وشخص ناجح في حياتي -بحمد الله ومنته- أعاني من القلق العام، ووساوس الأمراض، والقولون العصبي منذ 8 سنوات تقريباً، راجعت عدة أطباء، واستخدمت عدة أدوية من مجموعة SSRI مثل السبرالكس والسبرام والزولوفت والسيروكسات والبروزاك والساليباكس والسيمبالتا، وكانت ردة فعلي كالتالي:

- السبرام والسيروكسات واللوسترال مشكلتها: لم أحصل على الراحة النفسية المطلوبة منها بشكل كامل، مع استخدام جرعات عالية.

- البروزاك والساليباكس: كان مفعولها سريعاً جداً، وسعادتها لا توصف أبداً، وباستخدام حبة واحدة فقط، ومشكلتها: سببت لي ما يشبه الأنفلونزا من كحة والتهاب حلق وحنجرة رهيب، ورعشة في اليدين، ولم أستطع الاستمرار عليها بتاتاً.

- السيمبالتا: كانت جيدة، ولكن لم أحس معها بالسعادة المطلوبة باستخدام 60 ملجم، مشكلتها: سببت لي أيضاً رعشة ولكن بدرجة أقل من البروزاك والساليباكس، وهي الأقل في الآثار الجانبية على الإطلاق بين الأدوية التي استخدمتها.

- السيروكسات رائعة بكل ما تعنيه الكلمة، تحسن نومي معها جداً، وقللت من الوسواس، باستخدام حبة واحدة 20 ملجم فقط، مشكلتها: الحموضة بشكل كبير، لم أستطع تحمله، ولابد أن أستخدم معها مضادات حموضة بشكل مستمر.

موخراً قمت بعمل منظار علوي، واكتشفت أن عندي قرحة في الاثني عشر غير نازفة، وطمئنني الدكتور بأنها لا تسبب أمراضاً خطيرة لاحقاً، وقمت بتنظير القولون السفلي، وكان سليماً تماماً -بحمد الله- واستخدمت نكسيوم وبنتازول لمدة 3 أشهر، والأمور أفضل نوعاً ما.

أستخدم حالياً سيروكسات بمقدار 20 ملجم، ولي 6 أشهر، وعندما أتركها أعود إلى الحالة السابقة، وخاصة عند مروري بضغوط، وأسئلتي هي:

1- هل ترشح لي دواء آخر غير المذكورة أعلاه وبدون آثار جانبية؟ ولا تسبب الحموضة؟
2- ما الفرق بين السيروكسات العادية والـ CR؟
3- عند استخدامي للسيروكسات أحس بألم في منطقة الاثني عشر، وفي زوايا البطن العلوية، تأتي بعد أخذ العلاج، وفي أوقات متفرقة، فهل أحتاج لعمل منظار قرحة الاثني عشر للتأكد من شفائها أم لا؟ وهل قد تسبب السيروكسات بحموضتها عودة القرحة؟

أرجو أن تتحمل كثرة أسئلتي يا دكتوري الفاضل، ويعلم الله بمجبتي لك وأنا لم أرك، وأسأل الله لك دوام الصحة والعافية، وتقبل تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سهام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأشكرك على ثقتك في موقعك هذا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وسؤالك ينحصر حول الزيروكسات؛ لأنه يظهر أنه الدواء الذي ناسبك بخلاف الأدوية الأخرى التي ذكرتها، وأنا أحتم لك أن الزيروكسات من الأدوية الممتازة والفاعلة، ويعرف أن هذه الأدوية كلها لها بعض الآثار الجانبية، وتحمل الناس للآثار الجانبية يختلف من إنسان لآخر، فهنالك من لديه قوة تحمل عالية، وهنالك من هو عكس ذلك.

عمومًا: الأمر الذي يجعلنا مطمئنين ويفرحنا كثيرًا، أن مستوى السلامة في هذه الأدوية عال جدًّا، بمعنى آخر: أن الإنسان إذا تناولها -حتى ولو لفترة طويلة- لن تظهر أي تبعات سلبية، كما أن الآثار الجانبية التي تحدث هي آثار معروفة يعرفها الأطباء ومن يتناولون هذه الأدوية، وفي مجملها هي آثار بسيطة جدًّا، وليست خطيرة أبدًا.

الزيروكسات في حالتك أعتقد أن الـ (CR) سيكون أفضل، لأن السي آر يتم امتصاصه في الجزء الأسفل من الأمعاء، وهذا بالطبع يقلل كثيرًا من الإفرازات الحمضية، والتأثير على عصارة المعدة، فأرجو أن تتناوله على هذه الشاكلة، ويمكنك أن تبدأ بـ (12,5 مليجرام) تناولها يوميًا بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي 25 مليجرامًا – وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفض الجرعة إلى (12,5 مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها (12,5 مليجرام) يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم (12,5 مليجرام) كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: حين تظهر الآثار الجانبية للزيروكسات والأدوية المشابهة له وجدنا من ملاحظاتنا العلمية أن تناول عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) مع بداية العلاج – أي تناول الزيروكسات – تناول الدوجماتيل يخفف كثيرًا من الأثر الجانبي الذي ربما ينتج من الزيروكسات، وعمومًا تناول الزيروكسات بالصورة التي ذكرتها لك - إن شاء الله تعالى – لن تحدث منه آثار جانبية، وبالطبع أنصحك بتناول الزيروكسات بعد تناول الطعام، لكن لمزيد من التحوط لا بأس أبدًا من أن تتناول الدوجماتيل أيضًا بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله وتستمر في تناول الزيروكسات بنفس الصورة التي ذكرناها لك.

لا أعتقد أنك في حاجة لعمل منظار، وعمومًا الزيروكسات لا يسبب أي تقرحات، هذه حقيقة ثابتة جدًّا، ويعرف أن القلق التوتري يزيد من تقلصات المعدة والأمعاء مما ينتج عنه آلام في الجهاز الهضمي.

إذن تناولك للزيروكسات ومعه الدوجماتيل سوف يخفف كثيرًا عليك، حتى الآثار الناشئة والأعراض التي تلاحظها في جهازك الهضمي، وممارسة الرياضة تعتبر إضافة علاجية مهمة جدًّا، فكن حريصًا عليها، كما أن تمارين الاسترخاء نعتبرها مهمة لإزالة القلق التوتري، والذي هو جزء أصيل في الوساوس، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، تحاول أن تطبق ما بها من إرشاد، علَّ الله تبارك وتعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً