الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن شيئا عالقا في حلقي..هل هو التهاب في اللوزتين أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب وبعمر 16 سنة، ووزني 87 ، أعاني من سمنة، وأحاول أن أخفف منها، مشكلتي أني أشعر بكتمة داخل صدري، وثقل في صدري، وضعف في التنفس، وهذا لا يعني أني لا أستطيع التنفس، لكن أشعر بأن الهواء لا يدخل ويخرج بشكل مريح، وبنفس الوقت لا أستطيع الشم إلا عند محاولة الشم بصعوبة.

أشعر بأن شيئا عالقا في حلقي -لا أعلم- هل هو التهاب في اللوزتين أو غيره؟
وتأتيني حموضة أحيانا.

ولقد قرأت عن ارتجاع المريء، فلا أعلم إذا كان لدي أم لا؟ أرجو استشارتكم.

والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

طبعا الوزن عليه عامل مهم جدا؛ لأنه مع وجود وزن زائد فيلزم وجود ترهل في العضلات، ومنها عضلات الحلق، ومع أقل انسداد بالأنف، إما نتيجة برد، أو حساسية، أو انعوجاج بالحاجز الأنفي تجد نفسك لا إراديا تتنفس من فمك، ومع وجود ترهل بعضلات الحلق يدخل الهواء من الفم ليسبب اهتزازا شديدا بتلك العضلات مسببا الشخير، وجفافا بالحلق، وتجريحا نتيجة دخول الهواء باردا دون إمكانية ترطيبه، وتنقيته، أو تدفئته كما هو في حال التنفس من الأنف.

يجب مناظرة حالتك لدى أقرب اختصاصي أنف وأذن منك للوقوف على سبب ضيق التنفس لديك حتى يمكنك علاجه، وخاصة أن انسداد الأنف يسبب ضعف حاسة الشم لديك، وكذلك للوقوف على سبب إحساسك بشيء عالق في حلقك، وهل سبب ذلك التهاب باللوزتين، أم جفاف في الحلق نتيجة تنفسك من فمك طوال الليل بسبب انسداد الأنف.

أما عن ارتجاع المريء فمن المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة, وبالتالي يحصل التهاب للغشاء المخاطي المبطن للمريء, وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهاباً في المريء, وتضيقاً أحياناً.

أما عن أعراضه فهي كثيرة وأهمها: الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر، وأعلى البطن, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه، وهو يحس بشرقة, أو بضيق حاد في التنفس, وعلى ما يبدو، فإن هذا سبب ما يسميه البعض بالكتمة, وهذا يسبب القلق عند الإنسان, ومع القلق يزداد التوتر, وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة, وتسارع ضربات القلب, وأحياناً ارتجاف الأيدي.

من أعراضه أيضاً الكحة المزمنة، والتغير في الصوت نتيجة التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى، فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء, أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:

- امتلاء المعدة بالطعام.

- السمنة.

- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل: الدهون، والمقليات والمشروبات الغازية، والشاي، والقهوة، والشكولاته، والفلفل، والشطة، والمأكولات الحراقة والنعناع، والكاتشب.

وزيادة حموضة المعدة لها أسباب متعددة, منها:

- تناول الأدوية المسكنة.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تناول الأطعمة الحارة.
- الفلفل.
- البهارات.
- قرحة المعدة.
- القلق والتوتر.

لتشخيص المرض، فيفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك، والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:

- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرنها آنفا, والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.

- تجنب القيام بأي مجهود عنيف أو رياضة بعد الأكل مباشرة.

- عند النوم اجعل مستوى رأسك أعلى من جسمك من 10 إلى 15 سم.

- أكثر من الأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب الأطعمة الدسمة.

- تجنب الخل والحامض، وعصير البرتقال، والليمون، والطماطم، والألبان.

- خفف من شرب القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، وامتنع عن المشروبات الكحولية نهائيا لحرمتها ولضررها البالغ.

- تجنب شرب الشاي بعد الأكل مباشرة لاحتوائه على نسبة أحماض عالية، وقد يؤدي إلى عسر الهضم.

- ابتعد عن تناول البهارات، والتوابل الحارة، والثوم النيء، والبصل والشطة.

- إذا لم تجدي اتباع هذه النصائح إلى تقليل الارتجاع الحمضي، فيمكننا تناول حبوب مثل زنتاك، أو رازون أو بروتون 20 مج مرتين يوميا، أو 40 مج مرة يوميا.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً