الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتجاع المريء فمأهم أعراضه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: عندي حالة وعلى ما أظن أنها ارتداد مريئي، تحصل لي عندما أتناول الطعام بكثرة، أو بقلة (طبعا لا أدري).

ثانيا: عندما أدخل إلى بيت الخلاء لقضاء حاجتي من الغائط ينزل بعض الدم، وذلك لأنني أشد على نفسي، أو عندما آكل الفلفل، فما هي الحلول؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بنزول الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، إلا أنه لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم لأسباب عديدة، منها السمنة, وكثرة تناول المنبهات، والأطعمة الدسمة؛ فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها عائدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

لذا يحصل تخريش للمريء بسبب الحموضة الزائدة، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا.

وأهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقة في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه, وهو يحس بشرقة, أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه أيضا الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة, وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل الارتجاع شديدا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، ومنها ما يلي:

- امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.

- كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة؛ مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

وزيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها:

- تناول الأدوية المسكنة، التدخين، تناول الكحول، تناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، قرحة المعدة، القلق والتوتر.

والعلاج يتركز على الوقاية، فكثير من المرضى يتعرفون على ما يزيد الأعراض ويتجنبونها، فمهم جدا الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.

- ويجب تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

- والعلاج الدوائي يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع؛ لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعقدة على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعقدة يُلجأ للعمل الجراحي.

أما سبب نزول الدم الأحمر عند التغوط فسببه على الأكثر عندك هو بواسير داخلية، ويكون البراز مغطى بنقاط دم حمراء، ويكون الدم على سطح البراز، أو أحيانا ينزل نقاط دم أحمر لوحدها، ويمكن أن تشعر بكتل صغيرة تخرج مع البراز إن كانت الدوالي من الدرجة الثانية، وتبقى خارج الشرج إن كانت من الدرجة الرابعة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً