الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في القلب وضيق في التنفس.. ما سببها وما علاقتها بالقلق؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصابة بارتخاء الصمام الميترالي مع الارتجاع, اكتشفت ذلك منذ سنة تقريبا, عملت تخطيطا للقلب وإيكو, وفي تلك الفترة كنت أعاني من آلام, لكنها قليلة ونادرة, وليست قوية, صرف لي الطبيب اندرال 10 ملجم, وقال لي أن أستعمله طوال حياتي, ولكني لم أستعمله لأنني لا أريد أن يتعود جسمي عليه.

وبعد ما يقارب 6 أشهر من تلك الزيارة للطبيب بدأت الآلام تزداد شيئا فشيئا, ففي يوم شعرت، وكأنه حصل شيء غريب لا أعرف كيف أصفه, لكنه اضطراب في نبضات القلب كأنها نبضة مختلفة عن غيرها, وشعرت بصعوبة في التنفس, تناولت حبة اندرال, مع العلم أن وقتها كان وقت الامتحانات, فهل للقلق النفسي علاقة بذلك؟

المهم بعد ذلك بدأت أتناول الحبوب عندما أشعر بخفقان, أو زيادة في نبضات القلب, أو بالقلق.

ومنذ شهرين تقريبا زادت الآلام أكثر, وقبل أسبوعين أحسست بنغزات في صدري -تحت الثدي الأيسر- وضيق في التنفس, وألم في يدي اليسرى, ودوخة, وأشعر أحيانا كأنني في حلم, وكأنني فاقدة للوعي, فذهبت لطبيب عام, فعمل لي تحليل دم, وقياس ضغط, فوجده منخفضا, وصرف لي حبوب فوليك أسيد, وإلى اليوم ما زلت أشعر بالآلام.

سؤالي الأول: ما سبب هذه الآلام؟ وما سبب زيادتها؟ وهل تنصحني بالذهاب إلى طبيب قلب وعمل إيكو مرة ثانية؟ حيث إن أول مرة كانت قبل سنة, أم ماذا أفعل؟ فأنا قلقة جدا, وأخشى أن يكون القلب أو الأذين الأيسر تأثر من الضربات السريعة, أو أن الصمام زاد ارتجاعه؟

وسؤالي الثاني: أنا وزني تقريبا 47 كيلو, وطولي 156 سم, وأريد أن أزيد من وزني, فهل زيادة وزني تؤثر على قلبي؟

وسؤالي الثالث: أنا مخطوبة فهل تنصحوني أن أخبر خطيبي بمرضي؟

وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولا: لا يوجد شيء اسمه أن القلب يتعود على الدواء, وأنا أوافق الطبيب أنك بحاجة إلى استخدام هذا الدواء, أو أي دواء مماثل من نفس المجموعة مدى الحياة, فهو يخفف من الإحساس بالألم في الصدر, ويخفف أيضا من الإحساس بالخفقان, ولا يؤخذ عند اللزوم, وإنما بشكل مستمر, والطبيب يقرر الجرعة المناسبة, فيمكن البدء بـ 20 ملغ, ثم زيادتها تدريجيا حتى يصل إلى الجرعة التي تتحكم بالأعراض.

وكما ترين، فإن أعراض المرض متعددة ومنها:

- آلام في الصدر ليس لها علاقة بالجهد, أحيانا تكون من ضيق في النفس, وأحيانا خفقان, وبعض المرضى يشكون من تعب, وقليل من المرضى يشكون من إعياء.

والآلام والخفقان ليست بالضرورة أن يكون لها علاقة بشدة المرض؛ لأن كثيرا من المرضى عندهم الترهل دون أعراض, إلا أن ضيق النفس قد يكون بسبب زيادة الارتجاع, وعلى كلٍ فإن معظم المرضى الذين لا يكون عندهم ارتجاع يعيشون حياة طبيعية, ومعظم المرضى الذين عنهم ارتجاع خفيف فإنهم أيضا يعيشون حياتهم دون مشاكل تذكر, ما عدا الأعراض التي ذكرتها, والتي يمكن التحكم بها بالأدوية.

وأما عن إعادة الإيكو فمن ليس عندهم ارتجاع، فإنه ينصح بإعادة الإيكو كل خمس سنوات, أما من عندهم ارتجاع متوسط إلى شديد، فإنه يفضل عمل الإيكو كل سنة.

وعلى كل حال يفضل في مثل حالتك مراجعة طبيب القلب للفحص الطبي, وقد يرى الطبيب بعد الفحص أن هناك حاجة إلى عمل إيكو.

أما عن إخبار الخطيب، فأنا شخصيا أحب المصارحة التامة، والأمانة بين الزوج والزوجة؛ لأنه إن أخفيت عنه هذا المرض، واكتشف بعد الزواج أنك أخفيت عنه هذا المرض، فإن هذا سيترك في نفسه شيئا من عدم الثقة، أو أنه قد تم التغرير به، ولم يعلم قبل الزواج عن هذا المرض، ويتم إخباره إن هذا مرض شائع ( تقريبا 5% من الناس عندهم ترهل )، ومعظمهم يعيشون حياة طبيعية، وكثير منهم لا يعلمون أن عندهم هذا المرض، وبدون أعراض وحتى في حالات الارتجاع الخفيف.

بارك الله فيك وشافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سلمى

    الله يشفيكي أختي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً