الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما قولكم فيمن ينظر لأسماء الصحابة والصحابيات بأنها أسماء قديمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظهرت في أيامنا هذه الأسماء الحديثة، والتي لها معنى جميل، إلى أن صار فيها تزكية، ومما لا معنى لها، ومنها أسماء الله الحسنى بحذف عبد قبل الاسم، مثل: المغيث...، المهم أنه لا علاقة لها بالإسلام، كون أن أسماء أولاد الرسول - عليه الصلاة والسلام - والصحابة، أسامي قديمة، وليست عصرية.

وفي مرة سألت أحد أقاربي عن اسمها وهو حليمة، فقالت لها صديقتها: أنا اسمي منى، والأخرى هدى، ثم عقبن بأن قلن لها: اسمك كان يسمى من زمان، فصارت تخجل من اسمها، رغم أنه اسم مرضعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا لها: ما رأيك لو تغيرينه إلى أحلام؟!

أريد أن أعرف قولكم في هذا.

وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مارية خليل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما سألت عنه، فلا يخفى عليك أختنا الفاضلة: أن الأسماء قوالب للمعاني تدل عليها وتشير، وقد قال العرب: أن المعنى يؤخذ من المبنى ويدل عليه، وبعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن كثيرا من الأسماء تتطابق مع مسمياتها، ومن قديم قال ابن القيم رحمه الله تعالى:-

أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم، ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصاً، تخيل اسمه، فكان كما تصور، فلا يكاد يخطئ؛ فحقاً إن للأسماء تأثيرات في المسميات، في الحسن، والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة.

ومسألة تغيير الأسماء الأصل فيها الإباحة، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -أتاه سهل بن سعد، وكان اسمه حزن، فغير النبي اسمه، وقد فصل أهل العلم في حكم تغيير الاسم، وقسموه بحسب حاله، فقالوا: ويجب تغيير الاسم الحرام، وتارة يستحب التغيير كأن يكون في الاسم تزكية، لما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن زينب كان اسمها برة، فقيل تزكي نفسها، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب.

أو كان يحصل بالاسم تشاؤم، لما رواه مسلم عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحا ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو فلا يكون، فيقول: لا".

وتارة يباح التغيير، وذلك كتغيير الاسم إلى مثله، كتغيير عبد الرحمن إلى عبد الله ونحو ذلك، وتارة يكره التغيير، وذلك كتغيير اسم حسن إلى اسم مكروه، كتغيير سعيد إلى رباح ونحو ذلك، وتارة يحرم التغيير، وذلك كتغيير اسم جائز ولو مع كراهة إلى اسم محرم كتغيير رباح إلى عبد المسيح".

وبالنسبة لاسم حليمة، فقد ذكر أنه يدل على التحلي بالحلم والتأني والسكينة عند الغضب مع القدرة والقوة، وهذا الاسم - أختنا الفاضلة - يوحى بالصفح والحلم، ولا نرى فيه ما يسوء، بل قد يكون منطلقا لك حتى تدعي إلى الله ، فإذا سألت عن اسمك فإنه فخر لك أن تقولي: اسمي على اسم مرضعة رسول الله -صلى الله عليه -، لكن إذا كان يضرك، وتريدين تغيره إلي اسم مباح شرعا فلا حرج عليك، والله أعلم.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان اسلام هاشم عبدالماجد

    جيدة ومفيدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات