الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احمرار الوجه عند الكلام مع الناس وقلق وخوف.. فهل من علاج؟

السؤال



والله أني أحبك في الله يا دكتور محمد عبد العليم، وأسأل الله أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتكم.

أنا شاب لبناني، في 22 من عمري، لدي الأعراض التالية: الانعزال، الشكوى الكثيرة، وهن التركيز وشرود الذهن، الخوف الشديد والخجل الكبير أيضا، القلق الرهيب، وسرعة الغضب لأبسط الأسباب، أتكلم كثيرًا، ولا أعمل كثيرًا، أمارس، وأغرق دومًا في أحلام النهار، ولمدة طويلة، ضعيف الثقة بالنفس، التوتر الشديد، تصدر مني دائما تصرفات لا تمت بصلة لشخصيتي، أفتقد الهدف في الحياة، وأفتقد إلى الحافز من أجل العمل، وأتمنى لو تدلوني على أدوية فعالة لذلك.

أعاني من احمرار الوجه بشكل ملحوظ، -أي شخص يسألني سؤال أو أمزح أمام أناس يحمر وجهي، وأريد الهرب، لا أعرف لماذا؟ وأريد أدوية لاحمرار الوجه، حيث أني موظف في إحدى شركات في المملكة العربية السعودية.

وجزاكم الله كل خير، وجعله في ميزان حسناتكم

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على رسالتك الواضحة والمقتضبة والمعبرة جدًّا، والتي سُقتَ فيها كل ما تعانيه من تشوش في التفكير وخوف وقلق وتوتر وأحلام يقظة، ونعت نفسك بأنك افتقدت أيضًا الثقة في نفسك. هذا كله دليل على أنك تعاني من درجة متوسطة من القلق، والذي يميز قلقك هو أن المخاوف أيضًا قد امتزجت معها، وهذه المخاوف عُبر عنها بدرجة بسيطة مما نسميه بالرهاب الاستماهي.

وكل هذا أدى إلى أنك أصبحت لا تقدر مقدراتك وتنظر إلى نفسك وشخصيتك بصورة ليست إيجابية.
احمرار الوجه ناتج من عملية فسيولوجية بسيطة سببها زيادة في تدفق الدم، وتدفق الدم ناتج من نشاط زائد في القلب نتيجة لإفراز مادة الأدرينالين، وهذه عملية فسيولوجية بحتة مرتبطة بالقلق وقلق المخاوف.

ملخص حالتك أنها بسيطة وبسيطة جدًّا، وعلاجها ممكن، وبالنسبة للعلاج الدوائي هو فعلاً مطلوب في حالتك، وأفضل دواء يتم استعماله في هذه الحالة هو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) الجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميًا بعد الأكل، يفضل تناولها مساءً، استمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها يوميًا لمدة خمسة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

(الزيروكسات) يجب أن يدعم بدواء آخر – وهو دواء بسيط جدًّا نعتبره مساعدًا وليس أساسيًا – يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) الجرعة المطلوبة هو أن تتناوله بمعدل نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر في الزيروكسات بنفس الطريقة التي ذكرناها لك، وكلا الدوائين سليم وغير إدماني وغير تعودي.

أسأل الله أن ينفعك بهذا العلاج الدوائي.

بجانب الدواء هناك إجراءات علاجية مطلوبة جدًّا ومهمة وهي: أولاً أن تتفهم أن حالتك بسيطة، وهي قلق نفسي، ممتزج بالمخاوف.

عليك أن تمارس تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وسوف يشير لك الأخوة في إسلام ويب إلى بعض الاستشارات التي بها كيفية تطبيق هذه التمارين.

أريدك أيضًا أن تتفاعل اجتماعيًا من خلال ممارسة الرياضة الجماعية، الحرص على صلاة الجماعة، التواصل الاجتماعي... هذا كله مفيد، وعليك أيضًا بأن تكون معبّرًا عما بداخلك، ولا تترك الأمور تحتقن داخليًا، لأن هذا يؤدي إلى سرعة الغضب والتوتر الرهيب، والتفريغ النفسي مطلوب جدًّا في مثل هذه الحالات.

لابد أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، تذكرها دائمًا سوف يدعم صحتك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

يمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية 2136015 حيث فيها تفاصيل تمارين الاسترخاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً