الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الشعر الزائد، وما هي الوسائل الفعالة لنزعه أو التخفيف منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا أشكركم غاية الشكر على الموقع الرائع والممتع والمفيد.

وجزاكم الله خيرا على الأجوبة الكافية والنصح الخالص، كما نحسبه لكل المسلمين.

ثانيا: إخوتي الكرام، أنا عندي زيادة في نمو الشعر الزائد في كل الجسم، لكنه أكثر ما يزعجني في مناطق ظاهرة مثل منطقة الوجه؛ لأن الشعر يكاد يصل ليقترن بمنطقة الحاجب، وفي العنق ينمو بكثافة.
وسؤالي من شقين:

أولا: ما موقف الشرع من أخذ الشعر الذي ليس في منطقة الذقن كالمناطق التي تحدثت عنها آنفا؟

وثانيا: ما هي الوسائل الفعالة لنزع هذ الشعر أو لتخفيف نموه، وهل الليزر فعال وآمن للرجال أم لا؟

مع العلم أن بشرتي دهنية وسمراء فاتحة، أقرب إلى البياض.

وهذ الشعر الزائد يضايقني كثيرا، بل ويشعرني بالإحراج الشديد أحيانا، أرجو من حضراتكم إجابة علمية ومفصلة.

وجزاكم الله خيرا.

إضافة: عندي بعض الشعر غير الكثيف جدا في الوجه، وقرابة الحواجب، إلا أنني إذا تركته يكون مشينا ومحرجا، وقد اعتدت على نتفه.

إلا أنني لاحظت في الفترة الأخيرة خشونة في الجلد، وبعض الندوب الصغيرة في هذه المنطقة، ولا أدري إن كانت لهذه الأعراض علاقة بنتف الشعر، وما أريد أن تفيدوني فيه مشكورين هو إن كان لنتف الشعر تأثير على البشرة، وهل الأحسن نتفه أم حلقه بالشفرة؟

وهل يمكن نزع شعر هذه المنطقة بالليزر من الناحية الشرعية؟ وهل لليزر مخاطر على البشرة؟

مع العلم أن بشرتي سمراء فاتحة أقرب إلى البياض.

أشكركم على مساعدتكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم: السائل حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سنبدأ الكلام بشكل عام في بداية الجواب، ثم سندخل في بعض التفاصيل والجزئيات فيما بعد.

المشكلة المذكورة لم يتم تحديد قصتها بوضوح، فهل هي منذ الولادة أم أنها منذ البلوغ، أم أنها حديثة ولا علاقة لها بالبلوغ؟

فإن كانت منذ الولادة؛ فيجب نفي الأمراض الوراثية أو الولادية المتصاحبة بفرط الشعر، وإن كانت منذ البلوغ فعلى الأغلب هذا قدرك من الشعر، وأغلب الكلام المفصل سنناقشها على هذا الأساس.

وإن كانت طارئة حديثة فعلينا نفي الأسباب الطارئة، كتناول بعض الأدوية المحرضة لنمو الشعر، مثل مادة المينوكسيديل الخافضة للضغط أو غيرها.

وبشكل عام فإن وجود الشعر الكثيف يُعتبر حظك ونصيبك مما قدره الله لك، وهذا القدر يشمل أشياء عديدة، مثل الطول ولون الجلد، وكثافة شعر الرأس، وشكله وطوله، وخشونته، وشدة التعرق، وجفاف الجلد، وكمية الدهن فيه، إلخ.

ونعتقد أن الأمر الذي تشكو منه هو تفاوت في مقدار الشعر، ولكن حبذا لو أجريت تحليلاً للهرمونات، خاصةً الهرمونات المذكرة (التوستيستيرون)، ويمكن إضافة تحليل (LH & FSH).

إن وجود الشعر الكثيف عند الذكور لا يمثّل مرضاً، خاصة إن كان أفراد الأسرة يشتركون في ذلك، ولكن وجود الشعر الكثيف عند النساء يُعتبر مشكلة هرمونية وأنثوية واجتماعية وزوجية، -والحمد لله- أنك رجل.

ولا ننصح بإزالة الشعر من الجسم بالحلاوة أو الحلاقة؛ لأنه حل مؤقت، وقد يكون غير مقبول للرجل أن يبدو بدون شعر تارة ومُشعراً تارةً أخرى.

كما ولا ننصح بإزالة الشعر بالكي الكهربائي، فهي عملية متعبة ومرهقة ومكلفة، ولا تخلو من آثار موضعية، وتُترك للمساحات الصغيرة غير المرغوب في شعرانيتها كالوجه أو المواضع المكشوفة من الجسم، ولا يمكن إجراؤها على كامل الجسم.

كما ولا نفكر بالليزر مع أنه حل شبه نهائي لإزالة الشعر؛ لأن ما تشتكي منه هو من مظاهر الرجولة، وليس من المظاهر المرضية، مع العلم أن الليزر مكلّف، ويحتاج لعددٍ من الجلسات على مدار العام، وبعدها يُصبح الجلد أجرداً كجلد الأطفال لا شعر فيه، وليس كبقية الرجال شعرا معتدلا.

وأما إزالة الشعر من المواضع غير موضع اللحية فهذا الأمر يحتاج مراجعة قسم الفتوى كما ذكرنا أعلاه، ولكن من الناحية الطبية لا مانع من استخدام الليزر فهو يحسن، وتعتمد النتائج على الجهاز المستخدم وخبرة المستخدم وعيارات الجهاز ونوع الجلد المعالج، وكون بشرتك بيضاء فهذا مناسب أكثر لليزر.

إن استعمال الليزر يعتبر أفضل حل لما تشتكي منه، ولكن بعد نفي الأسباب الهرمونية أو الوراثية أو الدوائية.

ليس من المفترض أن يؤدي استعمال الملقط إلى ندبات صغيرة وخشونة في الجلد، إلا إذا كانت الطريقة التي تقوم بها عنيفة وتؤدي إلى رض عنيف وشديد على الجلد.

وختاماً:

ارض بما قسم لك.

وحلل الهرمونات، فإن كانت طبيعية فلا تقلق، ولا تعمل شيئا، ولكن لا مانع من إعادتها بعد ستة شهور للمقارنة، وإن كانت غير طبيعية عندها بالضرورة راجع طبيب أخصائي الغدد.

واستعمل الليزر ولكن بيد خبيرة وأمينة، فالمعالج هو الضامن لعلاجه وليس الناصح به.

إن كان ما تشتكي منه يبدو لك ولغيرك بأنه غير طبيعي وبشكل واضح، فالأولى المتابعة مع طبيب أمراض جلدية أو طبيب غدد صماء، وذلك لنفي أو إثبات أي سبب لهذا الشعر غير الطبيعي.

وفقك الله.
=============
أما موقف الشرع من أخذ الشعر الذي ذكرته، فنحيلك على هذه الروابط لمركز الفتوى، وبإمكانك أيضاً مراسلتهم:

https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=113

https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=60108

https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=48494

https://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=98783

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً