الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي تتمادى في أمور لا تُحبذ، فكيف أصرفها إلى كل أمر محمود؟

السؤال

أنا شاب خاطب لفتاة منذ حوالي ما يزيد عن خمسة أشهر، شكواي الدائمة من خطيبتي أنها عنيدة جدا، لدرجة لا أطيق عنادها، كما أنها تتمتع بشخصية قوية، وتحب فرض رأيها وشخصيتها على من حولها! وقد نصحتها أكثر من مرة على أن لا تفعل ذلك؛ فهذا الأمر يؤذيني، كما أنها لا تحب أن تتحدث إليّ.

دائما ما تغضب، وعندما أسألها: هل غضبتِ؟ تقول: لا! أنا بخير، وفي اليوم التالي أو بعد أسبوع أو شهر تتذكر ذلك، وتبدأ في الحديث عنه، وهي لا تحب التحدث بصراحة عما بها، وتعبت من كثرة نصائحي لها.

كنت أتمنى أن تسمع نصيحتي لها! كما أني أشعر دائما أن المسافة بيننا لا تقترب، وخطيبتي أيضا تعشق الكلام في الحب والرومانسية، أما الجد الذي سوف يقوم عليه بيت الزوجية فدائما ما تهرب منه، وأنا نصحتها وقلت لها: حرام أن نتحدث عن الحب قبل الزواج؛ لأن هذا الفعل يغضب الله، ومن وقتها تحاول معي ولكني على موقفي، لن يتغير بإذن الله.

شكوت أكثر من مرة لوالدتها ووالدتي، فقالت لي أمها: اصبر، ابنتي تحتاج إلى وقت لكي تتغير، فقلت لا مشكلة، فأنا معها حتى تتغير، وكان ذلك من حوالي ثلاثة أشهر، وحتى الآن لم يتم أي تغيير، فهي تعاند دائما، حتى باللين! فلا أعلم لماذا؟! وأنا شخص عصبي جدا، وهي إنسانة باردة برودا لا يتحمله شخص، وقد تغلبت من نصيحتي لها، حتى أني لا أعلم ماذا تريد ولا كيف يمكنني أن أتعامل معها؟!

أيضا لا تحب أن يواجهها أحد بأخطائها؛ لأنها لا تحب النقد جملة وتفصيلا، ولكني حتى الآن لا أعلم ماذا أفعل معها؟ مع أني شاب لم يكن له تجارب مع النساء قبل الخطوبة خوفا من الله، ولا غير ذلك، فكنت أتمنى أن يعوضني الله بالفتاة التي تعينني على حال الدنيا!

أرجو نصيحتي فأنا أسعى لبناء بيت إسلامي قائم على طاعة الله لا غير..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا تبيح لهما التوسع في الكلام، وهذا ما أشرت إليه، وندعوك إلى الثبات عليه.

وننصحك بعدم الإكثار من الاتصال والحديث معها، ونحذرك من شكايتها لأمك أو لأمها، ولا تكثر من إعطاء التعليمات، لأنها لا تزال أجنبية عنك، والمهم هو التأكد من استعدادها للتقدم للأمام في طريق الأدب والدين، ونتمنى أن تحاول السؤال عنها عن طريق أخواتك أو محارمك من النساء؛ لأن النساء أعرف بطبائع النساء.

ولا يخفى عليك أن أي إنسان لا يحب أن تواجهه بالسلبيات، خاصة إذا لم نقدم بالثناء على ما وهبه الله من الإيجابيات.

وذلك لاتخاذ الإيجابيات مدخل إلى النصح والتصحيح.

أما بالنسبة لاضطراب المشاعر؛ فهي طبيعية خاصة في فترة الخطوبة التي تحاول فيها الفتاة التعرف على طبيعة الخاطب، وهو كذلك يجتهد في تغير صفات المخطوبة، وهذا الأسلوب ليس فيه مصلحة لأي طرف، بل قد يكون السبب لحصول العناد والرفض؛ ومن هنا فنحن نفضل أن يكون التخطيط للمستقبل مشترك، وندعوك إلى المسارعة بإكمال المشوار إذا كانت الفتاة مناسبة من ناحية الدين والخلق؛ لأن الدين يصلح بقية الجوانب.

ولا يخفى عليك أن الإنسان لا يمكن أن يجد امرأة بلا عيوب، لأننا معشر الرجال أيضا – لا نخلوا من العيوب، والمرأة خلقت من ضلع أعوج، والمرفوض هو عدم الاستعداد للقبول بتوجيهات الشرع الحنيف.

ونحن ننصحك بتقليل الاتصالات، ولا مانع من إعطاء رسائل واضحة تحدد من خلالها معالم المستقبل الذي ترجوه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً