الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد نصائح من الناحية الدينية والاجتماعية تفيد في الدنيا والآخرة

السؤال

أود أن أستفيد من خبراتكم وتجاربكم في الحياة بأن تنصحوني نصائح تشمل جميع نواحي الحياة، تفيدني بدنياي وآخرتي.

مثلاً من الناحية تطوير الشخصية: أشعر بأن شخصيتي ضعيفة، ومن الناحية الدينية: أريد تقوية العلاقة بالله، ومن الناحية الاجتماعية: أشعر بأني منغلق، ومن ناحية الحياة الزوجية: فأنا أعزب, لكن أود أن أستفيد من خبراتكم بالحياة, وغير ذلك مما يفيدني بالدنيا والآخرة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسئلتك جميلة ونافعة، وإن كانت عامة, ولا تخص مشاكل معينة، ولكن عموما ينبغي أن تعلم أن هناك قاعدة عامة تتفرع عنها قواعد فرعية، هذه القاعدة العامة هي أن قوة الشخصية وضعفها مرتبط بقوة العلاقة مع الله تعالى، فمن كانت علاقته قوية بالقوي سبحانه فسيكتسب منه هذه القوة، فمن خاف الله تعالى خافه الناس، ومن رجاه رجاه الناس، وهكذا جزاء وفاقا.

وهذه العلاقة متى ما كانت شكلية، كانت علاقة الشخص بالناس شكلية، وهكذا.. بل علَّق الله عز وجل حقيقة الإيمان على حقيقة الخوف منه, فقال: (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).

أما تطوير الشخصية: فهي فرع عن طاعة الله عز وجل وامتثال أمره، فعلى سبيل المثال: التزام المسلم بحقوق أخيه المسلم: إذا لقيته فسلم عليه, وإذا دعاك فأجبه, إلى آخر الحقوق الستة المعروفة؛ هذا الالتزام فيه تطوير للشخصية بتقوية جانب العلاقة الاجتماعية بالآخرين.

في التزام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه تقوية للشخصية, وتطوير لها؛ لأن من لوازمه اقتحام الخطر للإنكار، أو ارتجال الكلام (كالخطابة) من أجل الأمر بالمعروف، وهذا تطوير للشخصية بالتأكيد.

قل مثل ذلك في كل الأحكام الشرعية تقريبا، فكل من كان للشرع ألزم، كان سبيله لتطوير الشخصية أقرب، فقط يتبقى معه معرفة التقاسيم العصرية لفنون تقوية الشخصية، وهذه يمكن أن يأخذها ببعض دورات تقوية الشخصية، وإلا فهي موجودة عمليا معه في حياته.

أما من ناحية الحياة الزوجية: فيكفيك أن تجاهد نفسك حتى يتحقق لك مرادك بتوفير بيت الزوجية وساكنها, ويمكنك الاطلاع من الآن على بعض النصائح في الكتب المختصة التي تعالج العلاقة بين الزوجين، ولا تهتم كثيرا بهذا الأمر، فالتجربة العملية في الزواج ستكون أغنى لك من مائة كتاب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً