الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني خمول وتعب من أي مجهود... فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمر 24 سنة، وطولي 188 ووزني 75 أنهيت التعليم منذ سنتين، وكنت أشرب الحشيش، والحمد لله أقلعت عنه من سنتين، ولكن بعد الإقلاع عنه بشهر أصبح جسمي ضعيفا جدا، ولا أعرف السبب؟ وأجريت التحاليل الطبية، والنتائج -الحمد لله- سليمة، وأيضا تحليل المادة المخدرة سليمة، لا توجد بالجسم -والحمد لله- ومنذ سنتين أصبح جسمي بخمول تام، وفي أي مجهود أتعب.

كما أصبح الجلد يتأثر بأي خدشة ولو بسيطة، ويحمر فترة أو يجرح، والمعدة لا تهضم بسهولة، والمفاصل تصدر صوتا مثل الفرقعة أثناء الصلاة، والضغط غير منتظم بين الارتفاع والانخفاض، والنسيان الشديد! وأحبانا زغللة في العينين، والنفس قصير جدا.

كما أعاني أحيانا من تلعثم في الكلام، وقد أضع أي حرف مكان الآخر! -والحمد لله- لا يوجد سكر أو كبد أو فقر دم فالنسبة 13.7 ورسم القلب سليم.

ذهبت لدكتور باطني قال لي التحاليل سليمة، ولكن دقات القلب سريعة.

أفيدوني أفادكم الله، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ body حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وأقول لك الحمد لله تعالى أنك قد أقلعت عن تعاطي مادة الحشيش، هذا المؤثر العقلي الخطير الذي يسبب (الانسمام) التام لخلايا الدماغ، مما ينتج عنه اضطراب الفكر والوجدان، والنفس وتدهور الشخصية، وهذه تمثل مآسٍ إنسانية حقيقية.

الإقلاع عن مادة الحشيش هو العلاج الأفعل والأفضل، والذي يصل من خلاله الإنسان -إن شاء الله تعالى- إلى ترميم كامل لخلايا دماغه، وجسده ونفسه.

أنت قد اتخذت القرار الصحيح، وأنت في هذا العمر - أي في بدايات الشباب – لديك فرص عظيمة أن تستعيد كل قواك الجسدية والنفسية والفكرية.

الربط ما بين الأعراض التي تعاني منها الآن وتعاطي مادة الحشيش فيما سبق، ربما يكون موجودًا، لكن فترة السنتين أيضًا تعتبر فترة كافية جدًّا، وجيدة جدًّا لأن تكون الأمور قد رجعت لمعدلاتها الطبيعية.

إنه لشيء طيب وجميل أن فحوصاتك سليمة، لكن حدوث احمرار في الجلد بعد الخدوش البسيطة، هذا يتطلب مراجعة طبيب الدم.

نسبة الهموجلوبين لديك عالية وجيدة، وكذلك وظائف الكبد والقلب، وهذا كله أمر مشجع، لكن فقط للمزيد من الاستقصاء والتأكد على الأقل معرفة نسبة التجلط لديك، هذا من وجهة نظري يعتبر مهمًّا، فأرجو أن تذهب إلى طبيب الأمراض الباطنية المختص في أمراض الدم، ليقوم فقط بإجراء فحوصات تأكيدية، نسأل الله تعالى من خلالها أن يتم التأكد التام أنك بالفعل في صحة جيدة وممتازة.

من خلال طبيب الأمراض الباطنية أنصح بأن تتواصل مع طبيب نفسي، الأطباء يعرفون بعضهم بعضًا بصورة جيدة خاصة في مصر، ونحن نرى أن هذا النوع من العلاج الجمعي التعاوني، أي أن يتعاون أهل الاختصاص فيما بينهم لتقديم أفضل الخدمة للمريض، وإن كنت أرى أنك لست مريضًا حقيقيًا، لكن هذه الظواهر أيضًا لابد أنك لا نتجاهلها.

وجود دقات القلب السريعة قد يكون دليلاً فقط على وجود شيء من القلق، وسوء الهضم قد يكون أيضًا دليلاً على وجود اضطراب في القولون والأمعاء، وهذا دائمًا وفي حالات كثيرة يكون منشأه نفسيًا، والصوت الذي يحدث من المفاصل أيضًا هذا أمر عادي، لكن أعتقد أن القلق لديك مرتفع بعض الشيء.

أنا أعتقد أن حالتك في نهاية الأمر قد تتطلب أن تتناول دواء مضادا للقلق، هذا سوف يساعدك كثيرًا، لكن التواصل مع طبيب أمراض الدم أعتقد أنه أمر ضروري.

عدم انتظام الضغط (ارتفاعه وانخفاضه)، هذا ربما يكون متغيرًا فسيولوجيًا طبيعيًا، هذا يحدث لبعض الناس، والأمر قد يتطلب فقط مراقبة دون أن تدخل في أي توهمات أو مخاوف مرضية.

ممارسة الرياضة سوف تكون أمرًا مفيدًا جدًّا، فمارس الرياضة التي تناسبك، فرياضة المشي مثلاً هي رياضة طيبة وجيدة، وترفع من معدلات الصحة النفسية، وفي ذات الوقت تُشعرك إن شاء الله أن جسدك يعمل بصورة طبيعية جدًّا، وسوف يساعدك في تنظيم عملية الهضم بإذن الله تعالى.

أنت ذكرت أنه لديك تلعثم في الكلام، ووصفته لدرجة أنه وضع حرف مكان حرف! هذا ربما يكون مجرد ضعف بسيط في التركيز، ناتج من حالة القلق التي تعاني منها.

أرجو أن تتبع ما ذكرناه لك من إرشاد، وأنا سعيد جدًّا أنك قد أقلعت عن تعاطي مادة الحشيش، وإن شاء الله تعالى أمورك كلها سوف ترجع لوضعها الطبيعي، فقط التواصل مع طبيب الباطنية المختص في أمراض الدم، ومن ثم التواصل مع الطبيب النفسي لإعطائك دواء مناسبًا مضادًا للقلق والتوترات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافي والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً