الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى تأثير ارتفاع مرض السكر على إمكانية الحمل؟

السؤال

أنا لدى مرض السكر منذ سن الحادية عشر، ومن النادر أن يكون منتظماً، أريد أن أعرف هل سيؤثر هذا بالسلب على الإنجاب ولن أستطيع أن أحمل؟ علماً اني آخذ في اليوم 33 وحدة لأني لا آكل كثيرا، فهل ستزيد الجرعة بعد الزواج أم لا؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بشكل عام لا يؤثر السكري على الدورة الشهرية وعلى الخصوبة عند المرأة، والدورة الشهرية قد تبقى منتظمة، وتحدث الإباضة فيها بشكل طبيعي, كما أنه لا يوجد أي تأثير سلبي للسكري على العلاقة الزوجية.

بالنسبة للحمل والولادة, فالحمل بحد ذاته يساعد في ظهور السكري عند من ليس لديها سكري، وعند من تعاني من السكري فإن الحمل يجعل ضبط السكر أصعب.

بشكل عام فإن السكري لا يقلل احتمال حدوث الحمل، ولكن يؤثر سلبا على الحمل وعلى الجنين وعلى الأم إن حملت السيدة المصابة بالسكري وكان سكر الدم عندها غير منتظم وغير منضبط، ولكن إن كانت خاضعة لعلاج منتظم وكان سكر الدم لديها في المستوى الطبيعي وتمت السيطرة عليه طوال الحمل ليبقى في المستوى الطبيعي, فيمكن أن يستمر الحمل وتكون الولادة طبيعية.

يجب دوما قبل حدوث الحمل بفترة لا تقل عن الثلاثة شهور، يجب أن يكون سكر الدم تحت السيطرة وفي حدود الأرقام الطبيعية، وبعدها من الممكن التخطيط لحدوث الحمل بإذن الله, ويجب أن يبقى مستوى السكر منضبطا وفي المستوى الطبيعي طوال فترة الحمل، ويجب عدم الاعتماد على تحليل السكر في الدم فقط لمعرفة مدى السيطرة عليه، بل يجب إجراء تحليل آخر هو hba1c بالإضافة لتحليل سكر الدم، وينصح بعدم حدوث الحمل إلا بعد التأكد من أن هذا التحليل الذي ذكرته في حدود الطبيعي.

كما يجب قبل الحمل إجراء تقييم شامل لوظائف الكلية، لمعرفة كفاءة عمل الكلية, وإجراء فحص للعيون والقلب والأوعية الدموية، فإن كان كل شيء طبيعيا وتم ضبط السكر قبل الحمل, فإن شاء الله يمكنها الحمل والولادة بشكل طبيعي، ولكن إن تم الحمل بدون ضبط جيد لمستوى السكر, فهنا قد تحدث مشاكل عديدة سواء للأم أو للجنين, فمثلا قد تزداد نسبة الإجهاضات ونسبة التشوهات الخلقية، وأحيانا تحدث وفاة للجنين خلال الحمل!

بالنسبة للأم، تزداد نسبة إصابتها بتسمم الحمل والالتهابات والنزف بعد الولادة، كما تكثر نسبة الولادة بالعملية القيصرية, وهذا كله يمكن أن يحدث إن حدث الحمل واستمر بدون ضبط دقيق للسكر عند الحامل, لكن إن حدث الحمل وكان السكر مضبوطا قبله وخلاله, فيمكن استمرار الحمل بشكل طبيعي مثلها مثل أي حامل طبيعية، بشرط الانتظام على العلاج والمتابعة مع اختصاصي الغدد واختصاصي النسائية واختصاصي التغذية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً