الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس في العقيدة والطهارة تتعبني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر20 حدثت لي وساوس عن الكفر، فكلمت شيخا وأفتى لي أنه ليس علي شيء ولله الحمد، لكن تأتيني وساوس أنه يمكن الشيخ لم يفت صح، ومثل هذه الأمور، وأنا على وجه زواج إن شاء الله، أقول أن العقد سيصبح باطلا..

وتأتيني وساوس في ذات الله جل جلاله، ثم أعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تأتيني بعدها ولا ألتفت إليها، وأتحدث مع التي بجانبي، ثم يأتيني خوف في نفسي أني كفرت، وأجلس أتعوذ بطريقة وسواسية، وكل عمل أعمله أوسوس هل كفرت أم لا؟

وتأتيني وساوس في الطهارة إذا أتيت لأتوضأ أحس أنه يخرج مني ريح أحس فيه، فهل أتجاهله أم أعيد الوضوء؟ لأني أحس بها، أخاف أن الله تعالى يحاسبني لكن الإحساس وقت الصلاة فقط، وعند الوضوء تأتيني أفكار شهوانية فأذهب وأغتسل بالماء احتياطا من المذي، ويحدث ذلك عدة مرات.

أصبحت أفقد الخشوع في الصلاة، وبعد كل صلاة أفكر بالذي خرج مني هل هو ناقض أم لا؟ أتعبني ذلك كثير، ويأتيني يأس من الحياة، ومن كثرة التفكير أقول في نفسي سيصيبني جنون والعياذ بالله!

وفي الغالب أشعر أني أحلم، وإذا جاءت الحالة شديدة أقوم بسؤال نفسي من أنا؟ ويأتيني ضيق في صدري وخوف وهلع.

بعض الأيام أصبح قوية بفضل الله تعالى، وبعض الأيام أصبح ضعيفة، ويأتيني يأس وأبكي وأشعر بضيق في صدري.

الرجاء منكم الرد والدعاء لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زوزو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحباً بك ابنتنا العزيزة في استشارة إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانين منه من الوساوس.

ونصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تأخذي بعلاج الوسوسة الذي أشار إليه العلماء، والذي لا علاج لها مثله، وهو الإعراض عنها وتركها، وعدم الاسترسال معها، فكلما جاءتك صدي نفسك عنها، واستعيذي بالله سبحانه وتعالى، واقطعي التفكير فيه، وجاهدي نفسك على ذلك؛ فإن الله عز وجل سيشفيك منها -بإذن الله تعالى- وهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن جاءته مثل هذه الوساوس، لاسيما في أمور العقيدة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فليستعيذ بالله ولينته )، فالاستعاذة بالله والانتهاء عنها وقطعها هو علاجها الأكيد بإذن الله.

ولا تخافي أبداً ولا تقلقي مما يلقيه الشيطان في نفسك من الوساوس، سواء كانت في مسائل العقائد أو في ذات الله سبحانه وتعالى أو في غير ذلك، فإن كراهيتك للوساوس وخوفك من الكفر وكراهيتك له دليل على الإيمان، وقد جاء بعض الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشتكوا إليه أن الواحد منهم يجد في صدره ما يفضل أن يحترق دون أن يتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك صريح الإيمان)، أي أن كراهة الإنسان لهذه الوساوس وبغضه لها دليل على إيمانه، والشيطان حين ييأس من جر الإنسان إلى الكفر يرجع بعد ذلك إلى الوساوس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:

(الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ) ولكن هذه الوسوسة ينبغي أن تكون حازمة في القضاء عليها بإذن الله، وذلك مما وصفناه لك من عدم الاسترسال معها وصرف الذهن عنها والاستعاذة بالله واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار يصرف عنك شر الشيطان وكيده وبذلك ستسلمين بإذن الله تعالى، وأما وساوس الطهارة، فلا تلتفتي إلى مجرد الوسوسة أو ربما خرج منك شيء فلا ينتقض الوضوء بمجرد الشك، ولا يجب عليك الاستنجاء بمجرد الوسوسة أيضا أنه خرج منك شيء إلا إذا تيقنت يقيناً تستطيعين أن تحلفي عليه بأنه خرج منك شيء، في هذه الحالة يجب أن ترتبي الأحكام الشرعية المترتب على ذلك، وأما ما دمت غير متيقنة فهذا اليقين الجازم، وما لا تستطيعين الحلف عليه أنه خرج منك شيء فلا تلتفي إلى ذلك.

نسأل الله تعالى أن يشفيك عاجلاً وأن يصرف عنك الشر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً