الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في الجهة اليمنى من البطن، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله لكم في الجهود التي تقدمونها للمسلمين.

كنت أعاني من ألم عن يمين البطن فذهبت عند الطبيب، بعدما فحصني قال لي: إنك تعاني من (...) فوصف لي بعض الأدوية، ولكن لا زال الألم موجودا، ولكن في بعض الأحيان يذهب هذا الألم وكأني لا أعاني من شيء، ومن هذه الأوقات عند النوم، وعند انشغالي بشيء ما، وعند الاستفراغ، وعند الاستلقاء على الظهر، علما بأني قبل ظهور هذا الألم كنت أعاني من حالة نفسية أو من الوسواس.
بماذا تنصحونني؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هنالك مبادئ أساسية في الطب، وهي أن الإنسان إذا اشتكى من شيء فمن الضروري أن يقوم الطبيب بالاستماع إليه، وأخذ التاريخ المرضي كاملاً، والتأكد من نوع هذه الأعراض، ثم يقوم بالفحص، وبعد ذلك يُطلب من المريض الفحوصات المختبرية الضرورية.

الظاهر أن الطبيب قد استوفى هذه الشروط، وإن كنت لم توضح لي أنه قد قام بإجراء فحوصات مختبرية أم لا.

بعض الأطباء لديهم الخبرة الإكلينيكية الكافية التي تجعلهم لا يطلبون بعض الفحوصات، خاصة إذا كانت هذه الفحوصات سوف تكون مكلفة بالنسبة للإنسان أو أنها غير متاحة.

حقيقة أنا أفضل أنه إذا كان بالإمكان أن تجري فحوصات بسيطة، مثل التأكد من نسبة الدم – أي (هيموجلوبين Hemoglobin) – الدم الأبيض، مستوى السكر، هذه فحوصات أساسية جدًّا ومهمة.

بعد ذلك نكون أمام أمرين: هل هذه الحالة ناتجة من قلق نفسي وما أصابك من وساوس، أم أنه توجد أسباب عضوية لها؟

الأسباب العضوية كثيرة، منها مثلاً التهابات المسالك البولية، وجود حصوات في الكلى، وهكذا.

أنا لا أريد حقيقة أن أدخلك في أي نوع من التوهمات المرضية، لكن كل احتمال يجب أن يُذكر.

مما ذكرته أنت أنا أكثر ميولاً أن الذي تعاني منه هو نوع من انقباضات تحدث لك في القولون في الجهة اليمنى، وهذا يسمى بالقولون العصبي، والشيء الوحيد الذي لا ينطبق على تشخيص القولون العصبي هو أن هذه الأعراض تنتابك عند الانشغال بشيء ما؛ لأن أمر القولون العصبي ذو الطابع النفسي يقل كثيرًا حين يكون الإنسان منشغلاً بأمر ما.

إن كنت تقصد بالانشغال بشيء ما، هو أنك تكون قلقًا نحو شيء ما، هذا قد يفسر الإصابة بالقولون العصبي.

أخي الكريم: أنا أقول لك أجر بعض الفحوصات، وأنصحك بممارسة الرياضة، وارجع للطبيب مرة أخرى وأبلغه أن الأدوية التي وصفت لك لم تكن مفيدة.

إذا أكدت لك أن التشخيص هو القولون العصبي فأقول لك هنا: إن الرياضة سوف تفيدك، وبعض الأدوية المزيلة للقلق سوف تكون ممتازة جدًّا لعلاج حالتك، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) وجرعته هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا في الصباح لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عنه.

أضف إليه دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) ويعرف علميًا باسم (إمبرامين) وجرعته المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر أيضًا، ومن ثم يتم التوقف عن تناوله.

إذن أخي الكريم: كما ذكرت لك مسبقًا: اذهب إلى الطبيب مرة أخرى، واعرض عليه ما طرحناه لك من آراء، وإذا اقتنع الطبيب أن الحالة هي قولون عصبي أعتقد أنه سوف يوافق تمامًا على الإرشادات التي ذكرناها لك.

خلاصة الأمر: أنا أعتقد أن الأمر بسيط إن شاء الله تعالى، وباتباعك لما ذكرناه سوف تصل إلى حلول إيجابية إن شاء الله تعالى.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
==============
للفائدة أخي الكريم يمكنك استعمال الرقية الشرعية فهي من كلام الله تعالى، وكيفيتها ستجدها في هذه الاستشارات:
(237993- 236492-247326)

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً