الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النسيان وضعف التركيز من أعراض القلق

السؤال

أنا بعمر (20) سنة، طالبة بكلية هندسة، والحقيقة أن مستواي التعليمي كان ممتازاً حتى السنة الثانية من الكلية، وبدأ كل شيء يتغير، أصبحت لا أستطيع التركيز، أنسى بسرعة ما أحفظه، أذاكر وأدخل للامتحان، لا أتذكر، وأنسى بعض الأشياء، أحياناً تكون الأشياء أمامي ولا ألاحظها، أصبت باكتئاب بسيط، وأخذت بعض الأدوية مثل (Top mode) (واركازنك) وتحسنت حالتي، وأصبح التركيز أفضل، وأصبحت أستوعب دروسي ثم توقفت عن العلاج، وعادت الحالة تسوء.

أشعر دائماً بالتعب الجسدي والكسل، مع أنني بداخلي أحب العمل والنشاط، ودائماً أشعر أن أدائي بطيء، سواء في الحركة أو في التركيز، وأي عمل حتى ولو كان بسيطاً أشعر أنه ثقيل على نفسي، وأنني أتعب بسرعة، وقد كشفت وحللت عدة تحاليل، لم يظهر أي شيء عندي.

كذلك شخصيتي قد تغيرت، أصبحت أنفعل بسرعة ولا أتحكم بنفسي، وعلاقاتي الاجتماعية أصبحت قليلة، وأسلوبي في التعامل قد اختلف كثيراً، ومنذ فترة الاكتئاب عندما أذهب للفراش قبل النوم أسمع أصواتاً بداخل رأسي، أناس يتحدثون كلاماً لا علاقة له ببعضه! وبطريقة سريعة، وهكذا .. ما زالت تلك الحالة معي.

كما أنني أشعر بآلام في يدي، لا أعلم هل هي التهاب أعصاب أو أوتار، وقد بدأ الألم ينتقل لذراعي، وأيضاً في الرجل، وأصبحت لا أستطيع أداء الأعمال البسيطة بسبب ذلك الألم، مع العلم أنني بكلية صعبة، تحتاج للكثير من المجهود والتركيز.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مما ورد في رسالتك أستطيع أن أقول إن حالة الاكتئاب البسيط قد عاودتك، وما نلاحظه الآن أن الاكتئاب أصبح ينتشر وسط الفئة السنية الشبابية، والاكتئاب في مثل سنك لا يظهر في شكل كدر وسوداوية في المزاج، إنما شيء من عسر المزاج مصحوب بافتقاد الدافعية والشعور بالتكاسل والتعب الجسدي، وربما الآلام الجسدية المختلفة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الاكتئاب يمكن أن يعالج، والذي أود أن أوضحه لك أولاً: يجب أن تتذكري أنه لديك أشياء طيبة وجميلة وإيجابية في حياتك، فأنت في بدايات مرحلة الشباب، وهذا يجب أن يكون محفزاً لك من أجل الانطلاقة الحقيقية في الحياة.

ثانياً: الرياضة ذات قيمة كبيرة جدّاً في مثل حالتك، خاصة أنه لديك شعور بالكسل وآلام جسدية، وهذه تعالج من خلال تنشيط عضلات الجسم وبعض المواد الكيميائية التي تُفرز على مستوى الدماغ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال ممارسة الرياضة، فأرجو أن تتخيري أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.

من مساوئ الاكتئاب أنه يجر الإنسان نحو السلبيات في كل شيء، في التفكير، فيما يخص التواصل الاجتماعي، افتقاد الطموح، فأرجو أن تتنبهي لذلك، وأرجو أن تعملي ضد ما يدعوه إليك الاكتئاب، وهذا يمكن أن تصلي إليه بأن تديري وقتك بصورة صحيحة، لا تؤجلي الأشياء التي يجب القيام بها، حاولي أن تتواصلي اجتماعياً، حاولي أن تكوني منجزة لما تودين القيام به، وكل عمل يتطلب النية، العبادات تتطلب النية، وأعمال الدنيا أيضاً تتطلب النية، والإنسان حينما يعقد النية سوف يستشعر أهمية الأمور ومن ثم سوف ينطلق وسوف ينجزها.

أنصحك أيضاً بالرفقة الصالحة الطيبة الفاعلة، فالإنسان يحتاج إلى من يعينه من أنداد ورفقة صالحة في أمور الدين والدنيا، فكوني حريصة جدّاً على ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أنت فيما مضى استجبت للدواء، وأنا الآن أقول لك إن الدواء أيضاً مطلوب في حالتك، والدواء الذي أفضله هو عقار بروزاك، والذي يعرف في مصر باسم (فلوزاك)، واسمه العلمي هو (فلوكستين) هو دواء سليم جدّاً، وفاعل جدّاً، يزيل القلق والتوتر والاكتئاب، وإن شاء الله تعالى سوف يجدد طاقاتك النفسية والجسدية، وفوق ذلك هو دواء سليم وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

أرجو أن تبدئي في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرام، يفضل تناولها بعد الأكل، وأريدك حقيقة أن تستمري عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، إنما هي المدة المطلوبة في مثل حالتك، وبعد انقضاء العام اجعلي الجرعة كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تأخذي بنصائحنا حول إدارة الوقت وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، فهي -إن شاء الله تعالى- فيها خير كثير لك، وبجانب تناول الدواء سوف تقضي على كل هذه الأعراض التي تعانين منها.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج عدم التركيز سلوكياً 226145 _264551

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر amani

    ررررررررائع
    اعجبني

  • الجزائر Sara

    مدهش وقد رأيت العلاج

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً