الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجرعة المناسبة من دواء بروزاك وأنفرانيل لمعالجة الاكتئاب والوساوس القهرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 27 سنة، أصبت بحالة من الاكتئاب والوسواس القهري الشديد، وذلك نتيجة إصابتي بقرحة نازفة في المعدة استمرت شهرين، والحمد لله شفيت من القرحة، ولكن بقيت معي حالة الوسواس والاكتئاب.

ذهبت إلى طبيب نفسي منذ شهر، ووصف لي دواء بروزاك كبسولتين في اليوم من عيار 20 ، ودواء انافرانيل عيار 25 حبتين مساءً، ولكني منذ شهر لم أتحسن إلا بنسبة 30 بالمائة، فهل أرفع جرعة الدواء، أم هناك بديلاً أفضل من هذه الأدوية؟

أرجو مساعدتكم بالسرعة الممكنة، ولكم وافر الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لاشك أن البروزاك والذي يعرف باسم ( فلوكستين ) من أفضل الأدوية التي تعالج الاكتئاب والوساوس القهرية، لكن يعرف عن الوساوس القهرية أنه قد لا يستجيب إلا للجرعة القصوى، وهي أربع كبسولات في اليوم، وفي بعض الحالات تكون ثلاثة كبسولات، أي: 60 مليجرام كافية جداً في الحالات البسيطة، جرعة 40 مليجرام تكون كافية.

وكما تعرف أيها الفاضل الكريم! الأدوية تتفاوت من إنسان إلى آخر في مفعولها ومردودها العلاجي، وذلك نسبة لاختلاف التكوينات البيولوجية والجينية والوراثية بين البشر، والذي أود أن أقترحه هو أن ترفع جرعة البروزاك إلى ثلاث كبسولات في اليوم، اجعلها كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلاً، وخفّض الأنفرنيل إلى 25 ملجيرام فقط، هذا سوف يكون كافياً جداً، ومن ناحية السلامة أيضاً هذا هو المطلوب.

أضف إلى ذلك دواء ثالثاً وبجرعة صغيرة، الدواء يعرف باسم رزبريادون Risperidone ، تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله، رزبريادون Risperidone دواء داعم لعلاج الوساوس القهرية، ويفيد كثيراً حين يؤخذ مع البروزاك، هذا هو الذي أنصح به، وبجانب ذلك أرجوك أن تتطلب الآليات السلوكية لعلاج الوساوس، وهي أن تحقر فكرة الوسواس وتتجاهلها، وأن تستبدلها بفعل مخالف لها، وأن تربطها بمنفرات تبغضها النفس، وذلك من أجل إضعاف الوسواس.

وأقصد بالمنفرات هي أن تزاوج ما بين الفكرة والفعل الوسواسي وشيء بغيض إلى النفس، فمثلاً تتذكر حادثا بشعاً وتربطه بالوساوس، وتقوم مثلاً بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بالألم، وفي نفس الوقت تفكر في الفكرة الوسواسية، وتكرر هذا التمرين عشر مرات متتالية، بمعدل مرتين صباحاً ومساءً، يؤدي إلى ضعف الوساوس القهرية خلال أسبوعين.

التزاوج ما بين المنفر والوساوس علاج ناجح جداً، وهنالك أيضاً علاجات تسمى بإيقاف الفكرة، مثل فكر في الفكرة الوسواسية حتى تحس بالاجتهاد النفسي والذهني، وبعد ذلك قل: قف، قف، قف، كأنك تخاطب الفكرة الوسواسية، وهكذا، وممارسة تمارين الاسترخاء أيضاً مطلوبة جداً في علاج الوساوس القهرية والاكتئاب النفسي، دائماً يعالج من خلال التفكير الإيجابي والتخلص من الأفكار السلبية المشوه، وأن يكون الإنسان فاعلاً في حياته.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً