الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أسأل عن كثرة الحركة لدى الأطفال، فولدي كثير الحركة بشكلٍ أعتبره ليس طبيعياً، فهو لا يستطيع الجلوس لمدة خمس دقائق في نفس المكان، حتى عند مشاهدة أفلام الكرتون، يبدأ بالمشي إلى أن يصل إلى التلفزيون، وهو الآن في الصف التمهيدي قبل الابتدائي، وعندما أريد منه أن يكتب الواجب لا يستطيع الجلوس لحين إكمال الواجب، وهذا يسبب لي العصبية، ولا أعرف كيف أتعامل معه!

الرجاء النصيحة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الابن -حفظه الله- ربما تكون لديه سمات داء فرط الحركة الزائد، ونحن نفضل أن تشخص هذه العلة بعد عمر الأربع سنوات، والطفل إذا كان لا يستطيع الجلوس لوقت، حتى وإن كان وحيداً لمشاهدة شيءٍ يرغب فيه، أو لا يستطيع الاندماج مع لعبة ما، أو مع بقية الأطفال، ويكون الطفل مفتقداً للتركيز، هذا نعتبره داء فرط الحركة، ويشكو المدرسون كثيراً من الطفل الذي يُعاني من داء فرط الحركة.

والأسس الرئيسية للتشخيص هي زيادة الحركة المطلقة، ثانياً: ضعف التركيز، ثالثاً: ربما يكون الطفل اندفاعياً بمعنى أنه عصبي ومتوتر ولا يتحمل التوجيه، وربما يلجأ إلى شيء من العنف، كقذف الأواني أو متعلقاته المدرسية، أو شيء من هذه القبيل، وهذه هي الأسس الرئيسية لتشخيص هذه الحالة.

هذا الابن –حفظه الله- الآن بالتمهيدي، ويجب أن نعير هذا الأمر اهتماماً، والتعامل معه -أيها الفاضل الكريم- يجب أن يكون من خلال تحفيزه على القيام بالأعمال الإيجابية، وأن نساعده في تنظيم وقته، وأن نرغبه في المدرسة بالسبل المعروفة، ولكن فوق ذلك لابد أن يأخذ العلاج الدوائي، وتوجد الآن -والحمد لله- أدوية تقلل كثيراً من داء فرط الحركة، وأعتقد أن الطفل من الصعب جداً أن تطبق عليه الإرشادات السلوكية، مثل الترغيب، والتحفيز، وإدارة الوقت، دون اللجوء إلى الأدوية.

توجد أدوية معروفة، وأهمها الدواء الذي يُعرف باسم ( ريتالين ) ( Ritalin ) واسمه العلمي ( ميثايلفنداين ) ( Methylphendiate ) والدواء الآخر يعرف باسم ( كوسيرتا ) والدواء الثالث يُعرف باسم ( إستراتيرا ) ( Stratera ) واسمه العلمي هو ( أوتوماكستين ) ( Atomoxetine ) وهو دواء جديد نسبياً، والدواء الأول ( ريتالين ) هو الأكثر شيوعاً؛ لأنه من الأدوية القديمة، ولأنه مازال مستخدماً، وهذا الدواء لابد أن يوصف بواسطة وصفة طبية، خاصةً من جانب الطبيب المختص، إما في الطب النفسي أو في طب الأعصاب لدى الأطفال، وهنالك ضوابط معينة لصرف هذه الأدوية؛ لأن هذه الأدوية يمكن إدمانها إذا تعاطاها الكبار.

الذي أنصحك به أن تذهب بابنك إلى الطبيب، وإن شاء الله من خلال المتابعة وصرف الأدوية اللازمة يمكن أن يتحسن سلوك الطفل كثيراً، ويزول عنه داء فرط الحركة، ومن ثم يتحسن تركيزه، وتقل انفعالاته السلبية واندفاعاته التي تحمل طابع العنف.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ايناس

    معلومات قيمة شكرا

  • مصر lمحمد عوض

    شكرا لكم ولكن اتسأل عن مستقبل هذا الطفل اذا اهمل علاجه وحين يصل لسن المراهقه او الشباب المبكر ماذا يكون التصرف حياله ولكم الشكر الجزيل سلفا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً