الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عناد الأطفال وكيفية السيطرة عليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
شقيقتي لديها طفل في السادسة من عمره، عنيد، يحب اللعب بمفرده، ولا يشارك إخوته، وإذا كان خارج البيت يحب مشاركة الآخرين، لا يتقبل أي توجيه، عندما تقص أمه حكاية أو تعلمهم شيئاً لا يبقى معهم، ويقول: أنا أعرف كل شيء، ويبقى على بعد منهم، ويتظاهر باللعب وهو يصغي إليهم، علماً بأن ترتيبه الثالث بين أربعة إخوة وأخوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعناد الذي اكتسبه هذا الطفل، لا شك أنه ناتج من طباع قد تعودها، أو أن النمط التربوي الذي نشأ عليه كان يحقق من خلاله كل مطالبه، فبعض الآباء والأمهات تجدهم يستجيبون لكل ما يطلبه الطفل، خاصة إذا كان الطفل طفلاً خاصا، أي يكون ولداً وسط البنات، أو الطفل الأخير، أو الطفل الأول، أو بنتا وسط الأولاد، أو طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهؤلاء الأطفال بصورة شعورية أو لا شعورية تكون تنشئتهم قائمة على الرأفة الزائدة، وكذلك تحقيق مطالبهم، وعدم توجيههم نحو ما هو خطأ وما هو صواب، هذا عموماً الذي يحدث في معظم الأسر، وأنا لا أقول أن ذلك قد ينطبق على هذا الطفل بنسبة 100% لكن هذه هي الوتيرة العامة التي نشاهدها وتولد مثل هذا السلوك.

أما العلاج فيتمثل في تجاهل عناد الطفل، وهذا مهم جداً، أعرف أن ذلك قد يصعب على الوالدين، لكن بشيء من الصبر، وبشيء من الإلمام بأن مصلحة الطفل تقتضي ألا نستجيب لعناده بعناد آخر، ونحن حين نتفاعل مع أبنائنا بلحظات انفعالاتهم نكون نحن أيضاً في لحظة انفعال، وهذا يؤدي إلى تصادم تربوي كبير جداً.

أيتها الفاضلة الكريمة: انصحي شقيقتك ومن حولها بأن تكون صبورة وتتجاهل التصرفات السالبة من جانب الطفل، ولكن في نفس الوقت يجب أن تشجعه، وأن تحفزه على التصرفات الإيجابية، هذا يفيد الطفل كثيراً.

هنالك طريقة سلوكية بسيطة، ولكنها جيدة إذا طبقت بصورة صحيحة، وهي طريقة التحفيز والإثابة عن طريق النجوم، توضع لوحة بالقرب من سرير الطفل، ويتفق معه أن أي سلوك إيجابي يقوم به سوف يعطى نجمتين أو ثلاثا، وكل سلوك سالب يقوم به سوف تخصم منه نجمة أو نجمتين، وفي نهاية الأسبوع تستبدل هذه النجوم التي اكتسبها بهدية صغيرة، وذلك بعد أن يكون هنالك اتفاق بقيمة النجمة الواحدة، وهذه الطريقة مفيدة إذا شرحت للطفل وجعلنا الطفل نفسه يشارك في وضع النجوم وسحبها، فيا أختي الكريمة أرجو أن تنصحي شقيقتك بهذا الأسلوب.

أيضاً يمكن أن يكون هنالك نوع من التنافس الإيجابي والإرشادي بين هذا الابن وإخوته الكبار، يعطى مهمة معينة ليقوم بإنجازها، وفي نفس الوقت تعطى بعض المهام لمن هم أكبر منه، وفي نهاية الأمر يكون هنالك نوع من التنافس، فالذي ينجز أفضل سوف يكافأ أفضل، وهكذا.

وطريقة أيضاً مهمة جداً، هي أن نعطي هذا الطفل الفرصة بأن يتفاعل مع الأطفال الآخرين، وأيضاً نجعله يشارك في بعض النشاطات الرياضية التي تناسب عمره، الألعاب ذات القيمة التعليمية أيضاً وجدت بأنها مفيدة، إذن المبدأ العام هو تجاهل العناد وتشجيع الطفل على ما هو إيجابي، واللجوء إلى نظام التحفيز، وبالطبع التوجيه المستمر للطفل سوف يساعده - إن شاء الله - كثيراً، ويجب أن نقلل من انتقاداته؛ لأن في ذلك خطورة في أن يستمر الطفل بعناده ومنهجه السلبي.
بارك الله وفيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً