الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امرأة حرمت حضانة أبنائها بعد وفاة زوجها بسبب فقرها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تزوجت وعمري 18 سنة وأنجبت ولدين، ثم توفي أبوهما، والكبير عمره 3 سنوات، والصغير عمره 3 شهور، وكنت أسكن في الريف، وعندما توفي زوجي انتقلت لبيت أبي خشية من الفتنة في السن الصغيرة (سامحهم الله)، وبعد مرور 4 سنوات تزوجت هروباً من بيت أبي بأطفالي وبقلبي الذي لا يحمل حباً سوى لزوجي رحمه الله، ولكن كان زواجي طمعاً في الشقة لي ولأطفالي، خاصة وأني ليس عندي شقة، وشقة زوجي أخذها أهله.

أنجبت ولداً من زوجي الجديد، وعندما بدأ في معاملة أطفالي الأيتام معاملة سيئة اتفقت معه على الطلاق، ووافق بشرط التنازل عن كل الحقوق، وأيضاً الطفل؛ لأنه لن يعطيني ولا جنيهاً لو أخذت ولده، واذهبي للمحاكم إن كنت تستطيعين، وهو يعلم أني لن أستطيع لضيق المال، ولأني لا أملك شيئاً من زواجي الأول والثاني سوى الأطفال.

جد أولادي أخذهم مني وجعل الوصاية معه، ويسمح لي من وقت لآخر بزيارتهم، ولن أصف لكم مدى ما أنا به من تقطيع لكل أوصالي بسبب بعد أولادي الثلاثة عني، وأنا الآن أعمل بوظيفة جلبتها لي إحدى قريباتي جزاها الله عني خيراً، ماذا أفعل؟ مع العلم أني صابرة على كل شيء، هل أتزوج من جديد حتى يكون لي مسكن؟ أم أنتظر أولادي حتى يكبروا ويأخذوني معهم خاصة وأنهم يحبونني كثيراً؟ أم ماذا أفعل في حياتي التي بدون أي هدف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قرأت رسالتك، ووقفت عندها طويلاً، وما أنت فيه، وأقول لك الآتي:

هل دخْلك يسمح لك بأن تعيشي ويعيش أطفالك معك، فإن كانت الإجابة بنعم، فأنت وفقاً للشرع ووفقاً للقانون المصري أولى بحضانة أولادك الثلاثة؛ لأنهم في سن حضانة النساء، ولا أحد أولى بحضانتهم منك، لا جد الأولاد، ولا أبو ابنك الثالث، فأنت أولى، فإن كنت تستطيعين إمساكهم وتأجير شقة لهم، ومعيشتهم، وعندك من يقوم برعايتهم أثناء غيابك في العمل، فأنت أولى بهم، وإن لجأت إلى القضاء فإن الحق معك، ولكن قبل اللجوء إلى القضاء أرجو أن تتصلي بجدهم وتطلبيهم منه، فإن أعطاك ولديك فلله الحمد، وإلا فلك أن تلجئي للقضاء، ولا يتطلب تكلفة مالية، أما إن كنت عاجزة عن معيشتهم، ولا أحد ينفق عليهم فأرى أن تفكري في الزواج، لكن في هذه المرة يجب أن تُحسني الاختيار وهو ذو الخلق والدين، وإن كان فقيراً، حتى يحسن عشرتك، ويقبلك كزوجة، وقد يقدر الله لأولادك أن يكونوا معك فيقبلهم، وهذا لا يكون إلا في ذي الخلق والدين.

أختي: لا تيأسي من الحياة، فالدنيا امتحان، فإن نجح الإنسان في امتحاناتها سعد، وإن فشل كانت الشقاوة، فلا تفشلي، ولا تيأسي من رحمة الله، وتقدمي نحو مستقبلك.

وأرى أن الأمر يتوقف على دخلك، ولكن من ناحية أحقيتك بحضانة الأولاد فأنت أولى بهم من جدهم ومن جدتهم، بل من أبيهم ما دامو في سن حضانة النساء، وما دمت أنت لم تتزوجي .

أما إن كان الراتب لا يكفي، فبدلاً من أن يعيشوا في ضيقٍ وشدة من العيش، فاتركيهم مع جدهم، وقومي بزيارتهم، وقدّمي لهم هدايا حتى يرتبطوا بك عندما يكبروا، وهنا ابحثي عن رجل ذو خلق ودين، وارتبطي به حتى تُحصني نفسك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً