الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الأماكن المغلقة وكيفية التغلب عليه

السؤال

منذ 20 سنة ركبت الحافلة، في الطريق امتلأت بالركاب عن آخرها، شعرت بالحرارة والاختناق، اقتربت وسط الزحام من النافذة لأفتحها فوجدتها محكمة الإغلاق، طلبت السماح بالنزول لا أحد اهتم بحالي، بدأت في الصراخ وقراءة القرآن، أخيراً توقفت الحافلة وتعاون الجميع لتمكيني من مغادرتها.

منذ هذه اللحظة شعرت بالخوف من الأماكن المغلقة كالمصاعد والغرف التي ليس بها نوافذ إلا إذا كان بابها مفتوحاً، أو في الباب إطار زجاجي، وحتى النوافد يجب ألا يكون وراءها شبك حديدي.

المهم رتبت حياتي على هذا الأساس، تجنبت هذه الأماكن وعشت حياة عادية، عرضت نفسي على الطب النفسي أربع مرات، استعملت آخرها عقاري الكساناكس وأنافرانيل لكنني لم أتمم مدة العلاج، خوفاً من الإدمان وعدم جدوى العلاج بالعقاقير.

في الآونة الأخيرة ومع كبر سني بدأت أفكر في القيام بفريضة الحج لكن المشكلة هي أن لا مجال للقيام بذلك إلا بركوب الطائرة وهي مكان مغلق ونوافذها لا تفتح، السؤال هل تعتبر حالتي وسواساً قهرياً أم شيئاً آخر؟ وما علاج ذلك؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك ليست وسواساً قهرياً، إنما هي نوع مما يُعرف بالرهاب أو نوبات الخوف، وهي شائعة وكثيرةٌ جداً، خاصةً الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من الظلام، والخوف من المرتفعات، والخوف من ركوب الطائرات، والخوف من التجمعات، ويا أخي هذه المخاوف تُعالج عن طريق مواجهتها، ويمكن أن تكون هذه المواجهة بالتدرج.

أتفق معك يا أخي تماماً أن الزاناكس ربما يكون علاجاً فعالاً في المدى القصير، ولكنه قد يسبب إدماناً، وأفضل علاج لك بجانب المواجهة هو ممارسة تمارين الاسترخاء بصورةٍ مستمرة (علماً بأنه توجد أشرطة وكتيبات في المكتبات ...) كما لابد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وأفضل دواء يُعرف باسم زيروكسات، وهو بكل صدقٍ وأمانة لا يسبب إدماناً أو تعوداً، ويُعتبر من الأدوية السليمة وقليلة الآثار الجانبية، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً، حتى تصل إلى أربعين مليجرام في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة تسعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبةٍ واحدة، لمدة شهرين، ثم نصف حبة لمدة شهر، ويكون علاجك قد أكمل العام، وهي المدة المطلوبة في مثل حالتك .

العلاج الدوائي يُفيد كثيراً، ولكن لابد أن يدعّم بالعلاج السلوكي، والذي يتمثل في المواجهة وعدم التجنب، كما ذكرت لك .

أرجو أن أؤكد لك يا أخي أن هذه الحالات تُعالج تماماً، وقد شفي الكثيرون منها بفضل الله تعالى، وأرجو أن تكون أنت واحد منهم .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً