الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعادة حلاوة الإيمان، كيف يكون ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أحسب نفسي ملتزمة ولا أزكي على الله أحداً، أحاول أن ألتزم شعائر الله، أحب العبادات إلى قلبي الصوم والصدقة والحج والعمرة وإن لم يحصل ذلك بعد، مضى على التزامي سنة وقليل، من حوالي 4 أشهر وأنا أحس بإيماني يتناقص، أحس بفتور في الصلاة فقط، أو التسابيح، -ولله الحمد- أحافظ على صلاتى بأوقاتها وأصلي النوافل المؤكدة والغير مؤكدة، وأذكار الصباح والمساء والنوم، أتعلم القرآن بالمسجد وأحفظ من كتاب الله إلى الآن ولله الحمد 5 أجزاء، وأنوي ختم القرآن بإذن الله، من الحلول التي وجدتها لتجديد إيماني هو أن أضيف شيئاً جديداً لعباداتي، ولا أدري ما هو، النوافل لا أستطيع أن أزيد أكثر من هذا، الصيام أقل شيء أصوم بالشهر 3 أيام.

ولكنني لا أجد وقت لقراءة التفسير أو كتب السيرة أو سماع دروس دينية كما كنت سابقاً، نادراً جداً ما أقوم الليل، وهذا يعود إلى إحساسي بالتعب بعد يوم عمل شاق.

وإضافة إلى ذلك بالسابق كنت إذا سمعت أذان الصلاة ولم أكن متوضئة أحس بتأنيب ووجع بقلبي خوفاً من أن أضيع دقيقة من وقت الصلاة الحقيقي، وإذا كنت نائمة ومستغرقة بالنوم، أقوم قبل الأذان بلحظات، وأقوم بنشاط وفرح لأصلي، يا الله كم أفتقد هذا الشعور، ساعدوني لأستعيده، فأنا الآن لا أحس بالتقصير إذا أقيمت الصلاة ولم أصل بعد.

أنا أدعو الله دائماً أن يذيقني حلاوة الإيمان، ويثبت قلبي على دينه، ولكني أفقد الروح الإيمانية بصلاتي، وكل عباداتي، أصبحت بالنسبة لي عادة وواجباً، أحيشاناً وخصوصاً الصلاة واجب ثقيل بعض الشيء، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أصبحت أصلي وكأني لم أصل، مجرد جسد يتحرك فقط، والقلب والعقل يجاهد ولكن بضعف شديد.

أنا خائفة جداً على نفسي، لقد تعبت، أريد إيماني، أخاف أن أموت وانا على هذا الشكل من الفتور الإيماني إلى متى سابقى هكذا، وخصوصاً الآن جاء رمضان، فكيف رمضان دون قوة وحلاوة إيمان بالقلب؟

إخواني أعتذر لطول ما كتبت ولكني بحاجة إلى من يساعدني، ويأخذ بيدي.

وسأضيف نتيجة لهذا الفتور بين الناس مظهراً وسلوكاً والله أعلم، ملتزمة جداً لدرجة من يقول لي: لا تكوني متشددة هكذا، والله كريم وحليم، وسيدخلنا الجنة برحمته، فلا تضغطي على نفسك كثيراً، وبذلك أحسست أني مرائية، فهم لا يعرفون اني بدون إيمان قوي، وأن صلاتي ربما لم تقبل مني، الحقيقة شعور النفاق يسيطر على بشكل.

ولأضرب مثلاً ولكم الحكم:

أحياناً في هذه الفترة وليس سابقاً وأنا أصلي إذا كان أحد يراقبني انتبه لصلاتي أكثر وللباسي.. هل أنا مرائية؟

كيف أعرف أني كذلك أو لا؟ خائفة على نفسي وأنا تعبانة وكذلك صديقتي وحبيبتي في الله تمر بنفس الشيء، فماذا نفعل بالله عليكم؟

والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ الزهراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: يسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، ونسأله تعالى أن يوفقنا لخدمة جميع المسلمين، وأن يتقبل منا جميعاً، كما أسأله سبحانه أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلنا وإياك وسائر المسلمين من عباده الصالحين وأوليائه المقربين .

ثانياً: بخصوص المشكلة التي وردت برسالتك فهي مقلقة ومزعجة حقاً؛ لأن الأصل أن الإنسان كلما تقدم به العمر أن يكثر من الطاعة، وأن يتقدم في العبادة، وأن يزداد إيماناً وحباً في الله ورسوله وعباده الصالحين، ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه لأن النفس البشرية كثيراً ما يعتريها نوع من الكسل والفتور، رغم حرص أصحابها أن يظلوا دائماً في قمة الطاعة والعبادة، وهذا ليس بالأمر الجديد، وإنما تعرض له حتى الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم وكثير من علماء الإسلام ومشايخه، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لكل شيء شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته لسنتي فقد هدي) والشرة هي الشدة والقوة، فالإنسان يبدأ الالتزام بقوة وصلابة وعزم أكيد، ومع مواصلة للطاعة والعبادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد يعتريه الفتور، وهذا أمر طبيعي جدّاً، والذي يجب علينا أن نخاف منه هو أن يؤدي الفتور إلى ترك الحق والتمادي في الباطل أو الانحراف بعد الهداية، -والعياذ بالله تعالى-.

أما إذا كان الفتور لا يعدو أن يكون كما ذكرت عبارة عن عدم الإحساس بحلاوة الطاعة، أو التكاسل وثقل الصلاة مع المحافظة عليها، فهذا أمر متوقع حدوثه، المهم ألا يؤدي بنا الفتور إلى ترك السنن، أو تضيع الفرائض، أو الوقوع في الحرام، والعياذ بالله، ومع أن هذا الأمر كما ذكرت لك متوقع، إلا أن فترته لو طالت قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذا أنصح بمزيد من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، مع مزيد من ذكر الله والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والاستغفار، وحضور مجالس الذكر، وقراءة بعض كتب العلم قدر استطاعتك، وإن شاء الله لن يخزيك الله، ولن يتخلى عنك ما دمت تكثرين الدعاء والإلحاح عليه؛ لأنه سبحانه أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولن يخلف الله وعده، كما وعدنا في القرآن الكريم.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، فانظري إلى الأمام ولا تشغلي نفسك بالتفكير الكثير في هذا الأمر، فسوف يذهبه الله بحوله وقوته كما ذكرتُ، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا نور

    الله يرضى عنكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً