الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لاحظت بقعة في رأسي يخف فيها الشعر مع ظهور رائحة كريهة من فروة رأسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

ظهرت لدي مؤخرا عدة مشاكل في شعري، عمري 30 عاما، متزوجة وليس لدي أطفال، منذ أربعة أشهر تقريبا لاحظت أن في بداية شعري أعلى جبيني جهة اليسار بقعة محددة يخف فيها الشعر تدريجيا، الآن أصبحت فروة الرأس واضحة جدا فيها، مع وجود منابت للشعر ضعيفة، لا أعلم ما السبب؟ علما أن شعري سميك جدا -والحمد لله-.

والمشكلة الثانية، منذ شهرين تقريبا ألاحظ أنه بعد الحمام مباشرة لدي رائحة كريهة وغريبة من فروة رأسي، لا أعلم سببها أبدا، وأول مرة يحدث معي هذا، وحاولت تغيير الشامبو والبلسم ولا فائدة، اختفت فترة بسيطة وعادت، رافقها أيضا منذ شهر تساقط لشعري بشكل غير مسبوق بكمية كبيرة جدا، خصل تنسحب من شعري، ولا أعلم أبدا ما السببّ، أنا متوترة جدا من هذا الموضوع.

آسفة على الإطالة، وأرجو مساعدتي مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لتساقط الشعر غير المسبوق والمصحوب بانسحاب خصل كما ذكرتي، فيجب أن تعلمي أن دورة حياة الشعر تكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen)، ومرحلة الكمون (Catagen)، ومرحلة السقوط (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية لفحص الشعر وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أي مشكلات أو أمراض تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة.

النوع المذكور سابقا من تساقط الشعر يسمى Telogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي، ويختلف ذلك النوع عن أنواع التساقط الأخرى المذكورة والتي يوجد بها فقد للشعر في مكان معين من فروة الرأس، وحدوث فراغات في تلك المناطق، وربما يكون ذلك نتيجة عادة نتف الشعر من ذلك المكان، أو الثعلبة، أو الأمراض الجلدية التي يوجد بها فقد محدد للشعر من فروة الرأس.

والأمر يحتاج الذهاب للطبيب للتأكد من التشخيص وعمل اللازم تجاهه، وكذلك لاستبعاد مشكلة الصلع الوراثي المبكر، وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، ولا بد من تدارك المشكلة التي أدت إلى التساقط وعلاجها، وفي العادة يقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه بثلاثة إلى ستة أشهر.

والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية حتى تجعل شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالٍ بالنسبة لطبيعته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

أخيرا بالنسبة لرائحة فروة الرأس، ففي العادة يكون السبب هو زيادة إفرازات الدهون بالشعر وفروة الشعر، وينتج ذلك بسبب زيادة نشاط الغدد الدهنية بفروة الرأس، بالإضافة إلى تكاثر بعض أنواع البكتيريا غير الضارة، ويمكنك غسيل الشعر في تلك الحالة بالشامبوهات المتداولة من الماركات العالمية المخصصة للشعر الدهني، وبالمعدل الذي يحافظ على فروة الرأس والشعر نظيفًا وغير جاف، وهذا المعدل في العادة يكون من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، وتوجد كذلك شامبوهات طبية، أو مصنعة بواسطة شركات مهتمة بالعناية بالجلد، والشعر تنظم الإفرازات الدهنية بفروة الرأس (sebum regulating shampoos) مثل شامبوهات SABAL or PHYTOCEDRAT، وقد يلجا الطبيب إلى وصف بعض المطهرات أو المستحضرات للتخلص من البكتيريا المذكورة، ويكون ذلك على حسب تقييمه للمشكلة الموجودة في الوقت الحالي. وليس من المتعارف عليه أن تكون زيادة الدهون في فروة الرأس سببا لتساقطه.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً