الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخشية من تدهور تديني بسبب الحزن والقلق على تأخر زواجي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة متدينة ولله الحمد، وأحرص على أمور ديني، ولكن الفترة الأخيرة التي قضيتها في الحزن والضيق النفسي يجعلني أخشى على ديني من الانفلات، والسبب الذي يدفعني للحزن والضيق هو تأخر زواجي، وغيرتي من زميلاتي عندما أسمع بزواجهن، وينتابني الحزن أكثر عند حضور الأعراس، فكيف يمكنني التخلص من هذا الحزن والضيق بسبب التفكير في الزواج؟!

علماً بأني أخشى انفلات ديني والزواج صار أكبر همي، لأني أبحث عن العفة والسعادة، ومما يزيدني حزناً رفض والدي لمن يتقدم لي بحجة الحصول على الوظيفة أولاً، والآن حصلت على الوظيفة منذ ستة أشهر ولكن لم يتقدم أحد لخطبتي.

وأحب أن أشكركم على هذا الموقع وخاصة ركن الاستشارات فقد قرأت سابقاً معاناة بعض الأخوات ومعاناتهن شبيهة بمعاناتي ولكني ارتحت كثيراً عند قراءة جوابكم لهن، فليبارك الرحمن مسعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ من عمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن رسالتك تدل على وعي ونضج، وتواصلك مع الموقع دليل على أنك تحسنين الانتقاء، وماذا فقدت من وجدت ديناً وعلماً ووظيفة، ونعم الله يا ابنتنا مقسمة، والسعيدة هي التي تتعرف على نعم الله عليها لتشكرها فتنال بشكرها المزيد، وكلنا صاحب نعمة، فهذه أعطيت الزوج وحرمت المال، وأخرى فازت بالزوج والمال ولكنها حرمت العافية، وثالثة وجدت كل الأشياء المذكورة لكنها حرمت السعادة.

وليس كل متزوجة سعيدة، ومن وهبها الله الرضا وأعانها على الذكر والطاعة هي السعيدة، والسعادة نبع النفوس المؤمنة بالله الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره الحريصة على حسن عبادته.

وليس هناك داع للانزعاج وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي يقدره الله، وحصولك على الوظيفة مما يزيد فرص مجيء الخطاب، فاشغلي نفسك بطاعة الوهاب وأكثري من تلاوة الكتاب.

وحافظي على الحجاب، ودوري مع الحق والصواب، ونسأل الله أن يرزقك بخاطب من أفضل الشباب، وأن يرزقك من أولى الباب وأن يصلح لك العاجلة والمآب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه كما أرجو أن تحشري نفسك في مراكز الخير والعلم والقرآن وتظهري لأخواتك وزميلاتك ما وهبك الله من النعم، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابن أو أخ أو محرم يبحث عن أمثالك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً