الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الانتظام في الصلاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا أحاول الانتظام في الصلاة، ولكن لا أستطيع بسبب بعض العادات السيئة، وفي نفس الوقت لا أستطيع الزواج، فماذا أفعل؟



الإجابــة

الأخ الفاضل الأستاذ/ محمد .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد:

فلقد فهمت من رسالتك أنك رجل تحب الإسلام، وتحرص على أن تكون من المسلمين الصادقين، الذين يحرصون على ما يرضي الله ورسوله، وفهمت أنك متألم مما يقع منك من أخطاء وتجاوزات مما يغضب الله ورسوله. وهذا في حد ذاته من علامات الإيمان الصادق، وأبشر بخير، فإن مثلك لن يتخلى الله عنه؛ لأن الله يحب العبد التواب الأواب.

وموضوع الصلاة بلا شك من أهم أعمال الدين وعموده الذي لا يقوم إلا به، والتفريط فيها يعرض العبد لسخط الله وعقابه، ولا أريد أن أطيل عليك في بيان الحكم الشرعي لتارك الصلاة أو المتكاسل عنها، لذلك أوصيك بضرورة مجاهدة نفسك في المحافظة عليها مهما كانت الأسباب؛ لأنك لن تتقوى على ترك المعاصي إلا بالصلاة والمحافظة عليها، ويمكنك الاستعانة ببعض الأشرطة المفيدة، مثل شريط الشيخ محمد حسين يعقوب (لماذا لا تصلي؟)، وكذلك بعض الكتيبات التي تبيَّن أسباب المحافظة على الصلاة.

ولا يخفي عليك أثر الصحبة الصالحة في الإعانة على طاعة الله، فعليك بملازمة بعض الشباب الصالح، فإن الصاحب ساحب، فتخير لك صحبة صالحة تعينك على طاعة الله، والتزام هدى رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأما العادات السيئة فحاول أن تتخلص منها؛ لأنها سموم لقلبك تجعله مريضاً دائماً، وهذا من أهم أسباب تقصيرك في الصلاة، وأذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما نهيتكم عنه فانتهوا)) وأكثر من الدعاء أن يثبك الله على الحق، وأن يباعد بينك وبين الحرام بجميع صوره، واعلم أن العبد قد يستمر على المعصية حتى يسقط من عين الله والعياذ بالله، فيكله الله إلى نفسه فيهلك، فاجتهد في البحث عن أسباب تلك المعاصي، واحرص على إزالتها بجد واجتهاد، وسيعينك الله على ذلك.

وأما الزواج فهو ليس عقبة عندك وحدك، بل الملايين من المسلمين الآن يعانون من العجز عن الزواج، خاصة مع ارتفاع تكاليفه، فعليك:
أولاً: بالصبر.
ثانياً : بالدعاء.
ثالثاً: بالبحث عن زوجة صالحة من أسرة تقبل بظروفك.

وتأكد أن الله سيعينك؛ لما ورد في الحديث، ولكن لا ينبغي أن يكون العجز عن الزواج دافعاً لك للوقوع في المعاصي؛ لأنك بذلك تعقِّد المشكلة ولا تحلها.

أسأل الله لك التوفيق والهداية، والإعانة على الزواج العاجل، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية Ala123123

    حلو مره بس الكلام مره كثير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً