الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في محادثة الفتيات

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا أخوكم في الله من مصر، أطرح عليكم مشكلتي ولا أشكو همي إلا لله، وهو أعلم بما تسر الصدور؟

أنا شابٌ في الـ23 من العمر ملتزم، ولكني أشتكي من شيء واحد ألا وهو أني في بعض الأوقات يسول لي الشيطان المعصية، أي أن لدي عادة من أيام الجاهلية ألا وهي أحب أن أكلم البنات في التلفون، ولا أستطيع أن أجمح زمام نفسي، وأنا لست بقادر على الزواج، وأصوم خميس وإثنين ولا أدرى ما هذا، أهو غضب من الله علي أم هو مرض نفسي، أم ماذا؟ أنا حيران لست أعرف ماذا أفعل؟ أنا معجبٌ بأخت ملتزمة وأصر في داخلي أنه عندما تتوافر الماديات سأتقدم لخطبتها أو بالمعنى الصحيح لست أدرى كيف أخبر والدي أني أريدها، أفيدوني في هذا أثابكم الله، والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ولا تنسوني من صالح دعائكم . ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعة الله.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن كل هذه الأمور متوقفة عليك أنت شخصياً، فبعزيمتك القوية وإرادتك الجادة يمكنك أن تتوقف عن تلك المعاصي نهائياً، فالتردد هذا دليلٌ على عدم استخدامك لطاقاتك الإيمانية التي أعطاك الله إياها، والشيطان لما وجد عندك عدم الجدية أو الصدق واصل إغرائه لك وإغوائه وتزيينه هذه المعاصي المحرمة، وحال بينك وبين التوبة كلما أردتها، فأريدك -أخي مؤمن يا صاحب الاسم العظيم- أن تقف مع نفسك وقفةً صادقة لتحاسبها على تلك التصرفات قائلاً:

1- هل أرضى أن يكلم أحد أختي في الهاتف ويعاكسها ويفسد عليها دينها؟

2- هل كل الناس مثلي يفعلون هذه المعصية؟

3- هل استفدت شيئاً ملموساً من المكالمات السابقة؟

4- هل الكلام الذي أقوله للبنات سيأتي في صحيفة حسناتي يوم القيامة؟

إذاً لماذا أصر على هذه التجارة الخاسرة وأستجيب للشيطان والنفس في هذه الأمور الحقيرة الوضيعة؟

لا بد أن آخذ قراراً قوياً وصادقاً بالإقلاع والتوقف مهما كانت الإغراءات، والله معي ينصرني ويقويني ويؤيدني، وسأواصل الدعاء والإلحاح على الله مع عدم الإخلال بهذا القرار ما دام أنه في مقدور غيري فهو كذلك في مقدوري، فأنا لست أقل من أي شخص آخر وقع في معصية ثم تاب منها وأقلع عنها وقبل الله توبته، وقبل النوم تكرر عدة مرات هذه العبارة:( أنا قادر على ترك مخاطبة البنات بالتليفون، أنا قوي بالله، أنا أستحي من الله) لعدة أيام، وسوف تجد نفسك مع الدعاء قد حقق الله لك أملك وصرف عنك كيد الشيطان، وعافاك من هذه المعصية.

أما الأخت التي أعجبت بها فأرى أن تسخير الله عليها، ثم تفاتح والدك عسى الله أن يجعلها من نصيبك، وهذا أمرٌ طبيعي يحتاج منك إلى شيء من قوة الإرادة، فاستعن بالله وتوكل على الله، وأخبر والدك، وستسمع خيراً إن شاء الله، مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد والتوبة الصادقة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً