الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب ووساوس قهرية وشكوك متعلقة بالدين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أعاني من الوسواس في الدين منذ عامين تقريباً ويصاحبه اكتئاب، ومؤخراً تطورت الحالة، وبدأت أشك في مقومات الدين كله تقريباً، وأشعر بتوتر رهيب وخوف أن أخرج من الملة، مما يضاعف الاكتئاب، فلا أعود قادراً على فعل شيء سوى التفكير والحزن، بل وتعدى الأمر إلى حد لا يسكت عنه، لقد وصلت حالات الاكتئاب إلى أن منعتني النوم، وجعلتني أتمنى الموت من الله، لا أدري كيف أصف لكم قوته، كان فيما مضى ضعيفاً، ولكنه الآن بات يطاردني في كل مكان، لدرجة أنني عندما أذكر الشك أو كلما مررت به أشعر بالحزن، بل بدأ يؤرقني في مسائل الدين إلى حد رهيب. أنا أعلم أن هذه وساوس ولكن لم أعد قادراً على دفعها، وكلما حاولت زادت، وكلما ذهبت لربما رجعت أكثر قوة.

بدأت أخاف من التحدث عن الدين أو العقائد؛ كي لا تهيج الشكوك (إذ أشك في كل ما يقال دون استثناء) وأتجنب المحاضرات الدينية؛ لأنني أصبحت أخرج منها في حالة من الشك والوسوسة التي لا يعلم بها إلا الله على عكس ما كنت في السابق قبل المرض، أرجو منكم وصف علاج لي مع ذكر أعراضه الجانبية، ومواعيد أخذه اليومية والأسبوعية، كما أتمنى عند وصف العلاج مراعاة أنني طالب جامعي، وأنا الأول في الترتيب في كليتي، وأريد أن أحافظ على مركزي. كما أرجو أن يكون متوفراً في صيدليات السعودية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أولاً: أود أن أؤكد لك أن الوساوس القهرية والظنانية واسعة الانتشار خاصة الوساوس ذات المحتوى الديني لأن مجتمعنا بفضل الله يعتبر مجتمع متديناً وكثيراً من الوساوس تنشأ من معتقد الناس، ووجود هذه الوساوس يدل إن شاء الله على قوة إيمانك واهتمامك بأمورك العقدية.

ثانياً : أرجو أن تحاول دائماً أن تحقر هذه الأفكار وتستبدلها بأفكار معاكسة أو مخالفة لها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأتفق معك أنه أصبح الآن يوجد وبفضل الله تعالى كثير من الأدوية الفعالة في علاج الوساوس.

وأود أن أرشح لك أكثر هذه الأدوية فعالية وهو يعرف باسم فافارين Faverin والجرعة هي 50 ملج ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تزاد بواقع 50 ملج كل أسبوعين حتى تصل الجرعة إلى 200 ملج في اليوم، وعليك أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر ثم يمكن أن تخفضها لتصبح 10 ملج فقط، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى.

هذا الدواء من الأدوية السلمية والفعال، ولا يسبب أي آثار جانبية سالبة، وكل ما يمكن أن يحدث هو سوء في الهضم بسيط في الأسبوع الأول للعلاج، ويمكن التقليل منه عن طريقة أخذ الدواء بعد الأكل.

نسأل الله لك العافية والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً